كشف رئيس أرامكو السعودية أن أرامكو دخلت في شراكة مع 9 شركات نفط عالمية، ينتج أعضاؤها نحو 20 % من إجمالي إنتاج العالم من النفط والغاز، وذلك لوضع مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ. مشيراً إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى اتخاذ إجراءات عملية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وأكد المهندس أمين بن حسن الناصر أن الحقبة المقبلة في صناعة النفط والغاز تستلزم الوفاء بمتطلبات التغيّر المناخي بالتوازي مع تلبية الطلب المتزايد من الطاقة للعالم، مشيراً إلى أن أرامكو تنتهج إستراتيجيات فعَّالة ورائدة للحد من الانبعاثات الكربونية، وتسعى لتحويل تلك الانبعاثات إلى منتجات مفيدة ذات قيمة. وقال الناصر، في كلمة أمس أمام مؤتمر «حوار الطاقة» بالرياض إن الطاقة عصب الحياة ويُعد مقدار استهلاكها مؤشراً لحيوية المجتمعات وجودة الحياة. وذكر أن هناك تفاوتاً كبيراً في استهلاك الطاقة بين الدول، ففي حين يبلغ المتوسط العالمي الحالي لكمية استهلاك الفرد 14 برميلاً من النفط الخام المعادل في السنة، إلا أنه يبلغ في دولة كالولايات المتحدةالأمريكية 50 برميلاً للفرد في السنة بينما يبلغ في الهند خمسة براميل فقط للفرد في السنة. وأضاف الناصر: على الرغم من أن الطلب العالمي على الطاقة سيزداد، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، خلال ال25 سنة القادمة بنسبة 25 % ، وذلك نتيجة لازدياد سكان العالم، إلا أن نسبة نمو الانبعاثات ستنخفض إلى أقل من 14 % بسبب زيادة تقنيات كفاءة الطاقة. والسؤال الملح الذي يبقى هو؛ كيف نلبي الطلب المتزايد على الطاقة وفي الوقت نفسه ندير بشكل فعّال انبعاثات الغازات التي تسبب التغيّر المناخي؟ وقال الناصر إن الأولوية التي يوليها العالم لقضية التغيّر المناخي ومساعي تنمية الطاقة المتجددة، تستدعي توفر بدائل جاهزة قادرة على تلبية الطلب المتزايد مع ضمان توفر عنصري الموثوقية والتكلفة الاقتصادية. وفي حين شدد الناصر على ضرورة الاستثمار على المدى الطويل لتهيئة البنية التحتية للطاقة العالمية لبدائل الطاقة، أشار إلى أن الحكمة والواقعية تحتم مواصلة تنفيذ استثمارات كافية خلال المستقبل المنظور في قطاع النفط والغاز، لافتاً إلى أن المملكة ملتزمة بتحقيق هدف الطاقة النظيفة، والوفاء بمتطلبات تغير المناخ. واستشهد الناصر بمبادرة الميثان العالمية، ومبادرة مهمة الابتكار، والمنتدى الريادي لفصل الكربون وتخزينه، كأمثلة على مساهمة المملكة في الجهود العالمية للتصدي لمشكلة تغير المناخ والحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتحدث الناصر عن إستراتيجية أرامكو الشاملة لإدارة الكربون والتي تقوم على أربع ركائز، وقال: أولاً، دعم الجهود التي تبذلها المملكة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة. ثانياً، زيادة إمدادات الغاز بصورة كبيرة. ثالثًا، التركيز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة. ورابعاً، تعزيز أعمال البحث والتطوير في مجال التقنيات وخاصة تلك التي تتيح تحويل الكربون إلى منتجات مفيدة. وأكد الناصر أن أرامكو لا تعمل وحدها فقط في مجال البحث والتطوير وتتعاون عبر منظومة شراكات محلية ودولية. وأضاف: تدير أرامكو شبكة تضم 11 مركزًا للبحوث وتطوير التقنيات في المملكة وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، حيث يتعاون الباحثون والعلماء بشكل وثيق مع مجموعة من الشركاء من قطاع النفط والغاز وكذلك من مختلف الصناعات والمجالات البحثية الأخرى».