شش.. بسس.. ياهيه.. ياعرب.. يامره.. العبارات السابقة تختزل لك شيئاً من رموز التخاطب السائدة مجتمعياً مع المرأة - في الغالب - على اعتبار أن نطق اسمها عورة في الأماكن العامة، نحن نعيش هذه الأيام اندثارا لمثل هذه التصرفات والمفاهيم, وتراجع عن وضع المرأة في المرتبة الثانية دوماً، لصالح الاعتراف بها كشريك رئيس وفاعل في الحياة، وأنها لم تعد كما كانت في الخطاب السابق (عورة أو فتنة) أو أنها لا تُرى أصلاً على طريقة (الهشهشة) أعلاه؟!. الدنيا قامت ولم تقعد على عبارة (وش الخطة يا حلوة) - رسالة أطلقها تطبيق كريم على هواتف المُستفيدات من الخدمة - وهناك من اعتبرها نوع من أنواع التحرش اللفظي ؟! لا نختلف على أن العبارة غير مقبولة، وهي تحمل في طياتها مفاهيم وإيحاءات غير بريئة ولا تناسب المرأة السعودية ومجتمعنا، وهي تهدد فكرة سعودة تطبيقات التاكسي الذكي، وبرأيي أن هذا الإعلان الترويجي الضار هو نتاج فكرة خاطئة لإيجاد خلطة بين اللهجة (المحلية) بعيداً عن العبارات الدارجة، والضرب على الوتر الحساس (بحرية المرأة) في وضع خطتها للخروج والتحرك وكأنها من تقود السيارة، وغلطته الوحيدة أنه كان في العلن ومُثبت برسائل؟!. هل المرأة في مجتمعنا تتعرض لأنواع (خفية) مُماثلة من التحرش اللفظي؟!. ديننا الإسلامي وثقافتنا العربية تجرِّم على الرجل التحدث مع المرأة بألفاظ جارحة أو خارجة عن إطار الدين أو الأدب، والشيم الأصيلة، ولكن الواقع المُؤلم - كما تتحدث به الكثير من النساء - أن بعض البائعين العرب في المحلات التجارية، يُطلقون بالفعل عبارات تسويقية لمُنتجاتهم أسوأ من (وش الخطة)؟ ويُفهم منها (التحرش اللفظي)، حتى لو كانت نتاج ثقافتهم عند التحدث مع المرأة في بلدانهم، فليس بالضرورة أن تكون مُناسبة لمُجتمعنا، على طريقة (هيدا الفستان لابق لجسمك بيجنن عليكي) وأكتفي بهذه العبارة، رغم إن كان هناك (عشرات العبارات) المُماثلة، والتي تسمعها أغلب النساء في الأسواق للأسف، ويجب علينا أن نعطي المرأة الثقة أكبر في وقف مثل هذه العبارات التسويقية والترويجية، ومُحاسبة من يثبت استغلاله للترويج والتسويق في بث عبارات تحرش مُماثلة؟!. (وش الخطة ياحلوة)؟! عبارة خاطئة، وغير مقبولة، وكما رفضها المجتمع، فعلينا التفتيش عن عبارات (تحرش) أخرى تتردد على ألسن البائعين، بقصد أو بدون قصد؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.