سرت أنباء شبه مؤكدة عن عزم قناة برو سبورت التابعة لمجموعة MBC والناقلة لدوري جميل على تشفير مباريات الدوري المحلي.. وفرض مبدأ الدفع مقابل المشاهدة سبيلاً وحيداً لمتابعة فريقك المفضل.. وهو الأمر الذي كان يستبعده الكثير.. لكن - للأسف - بات الأمر قريباً أكثر من أي وقت مضى.. في خطوة هي أشبه بالتحدي للمجتمع وخصوصاً متذوقي المستديرة.. وهي الفئة الأكبر في مجتمعنا مقارنةً بغيرها من الرياضات.. وأيضاً الأعمار. فأزعم وإن كنت لا أملك إحصائية.. بأن أكثر من 80 بالمئة من شريحة الشباب شغوف بكرة القدم.. ومعلوم أن الفئة السنية الأكبر للمجتمع هي من هذا السن.. لذا فإن ترك هذا الكم وذلك الشغف رهين قرارات الناقل وحبيس أمزجة القناة وذلك بإطلاق أيديهم بالتشفير، سيكون ذا مردود سلبي ليس فقط على هذه الشريحة بل المجتمع بأسره.. خصوصاً والمبلغ المتداول إن صدقت الأنباء مبلغ كبير لا يمكن أن يتحمل كاهله الشاب، وسيكون عبئاً على الكثير من الأسر خصوصاً مع الحالة الاقتصادية الراهنة. لذا أتمنى أن نرى تداخلاً عاجلاً وحاسماً من مسؤولي الدولة بوأد هذا التوجه للقناة قبل إقراره.. كما أن على هيئة الترفيه الوليدة على المجتمع دور في منع ذلك.. فإن كانت لا تستطيع توفير أسهل سلعة للمتابع البسيط وهي مشاهدة فريقه المفضل محلياً.. فكيف سيكون عملها عندما تكون الأمور أكبر والمهام أكثر جسامة.. فبظني ما يحدث من نية لتشفير الدوري هو بمثابة اختبار لقوة وتوجهات الهيئة، فإما تنجح من أول اختبار وإما تعلن الاستسلام. ولعلّي أورد هذا الخبر لأبين مدى أهمية تدخل السلطات الرسمية في أمر هام كهذا يمس المجتمع ومكوناته.. حيث تناقلت وكالات الأنباء في منتصف شهر إبريل من عام 2014 خبراً عن الدوري الإيطالي أحد أكبر الدوريات في العالم.. حينما كتبت عن تحرك المسؤولين هناك تجاه التشفير ، ما نصه: عملت سلطة مكافحة الاحتكار لضمان طرق جديدة تسمح بمشاهدة أكبر قدر ممكن من المشاهدين لمباريات الدوري الإيطالي، وينتظر أن يتم تقديم مزايدة خاصة حول مشاهدة الدوري الإيطالي عبر وسائل الاتصال بأنواعها، على غرار الهواتف الذكية والإنترنت، وهي الفكرة التي رحبت بها هيئة الاتصال عن طريق أنطونيو بيرتو وطالب بتطبيقها في أقرب وقت ممكن، وسيكون المواطن الإيطالي بداية من موسم 2015- 2016 بمقدوره متابعة «الكالتشيو» في أكثر من وسيلة وبعيداً عن التلفزيون وبطاقات الاشتراك المكلفة. والسؤال العريض أين نحن عن كل هذا.. لماذا يترك المشاهد السعودي لقمة سائغة في أفواه الشركات الناقلة.. ليكون هو وحده أكثر من غيره من يعاني ويلات الاحتكار.. وتصبح المشاهدة عليه بالكاد وحصراً على الطبقة المخملية القادرة.. أما المشجع العادي فليهرع للمقاهي ولا يهم بعد ذلك ما فيها من محاذير وما تجره من مخاطر.. خصوصاً وكما أسلفت فإن الصغار هم الأكثر شغفاً بكرة القدم.. لذا عليكم التخيل ماذا سيجر اكتظاظ الصغار والشباب في المقاهي من ويلات، وما قد يتسبب فيه ذلك من تعلُّم ممارسات خاطئة.. لذا أتمنى من المسؤول أخذ نفس عميق والتفكير بكل هذه التبعات قبل أن يطلق يد القناة الناقلة ويمنحها حق المشاهدة الحصرية. آخر سطر على الشبابيين الحذر قبل وقوع الفأس بالرأس.. فحالة الثقة والبرود التي تصيب الفريق كلما تقدم بالنتيجة، قد يدفع الفريق ثمنها غالياً كما حدث أمام التعاون وكما كاد يحدث أمام الخليج.. فهل يعي سامي الجابر العلة قبل أن تستفحل ؟!