تحتجب صحيفة ألمانية ليوم واحد تعلق إصدارها احتجاجاً على المجازر الدموية التي يرتكبها المحتلون في مدينة حلب السورية. ويطلق نواب بريطانيون نداء لمناقشة معاناة أهالي حلب في البرلمان، وتظهر مظاهرات في العديد من الدول الأوروبية تعاطفاً مع المنكوبين من العرب المسلمين في حلب الذين يعانون من حصار يمنع وصول المواد الإغاثية من غذاء ودواء، وتدمر مستشفياتهم وتطلق الطائرات المغيرة على المدينة قنابل تخترق التحصينات لتصل إلى الأقبية والأنفاق التي يلجأ إليه طلبة المدارس، كل يوم، بل كل ساعة تحمل طائرات المحتلين الموت لأهل حلب حتى الأسلحة المحرمة دولياً من قنابل النابلم والفسفور والغازات السامة تضرب منازل ومدارس ومشافي حلب مع هذا يخيم الصمت على جميع الدول العربية والإسلامية، بل إن بعضاً من تلك الدول التي تتبع نهج العملاء لمن يقتلون العرب المسلمين في حلب والبعض من الأنظمة العربية لم تكتف بمجاملة المحتلين الذين يقتلون العرب والمسلمين في حلب، بل يشاركون المجرمين المحتلين إما بالمشاركة في جرائم كإرسال المليشيات الطائفية الإرهابية مثلما يفعل النظام بالعراق أو بعدم منع إرهابهم من التوجه إلى سوريا مثل ما يحصل في لبنان خوفاً من مليشيات الإرهابي حسن نصرالله أو عدم القدرة على مواجهته. دول أخرى وأنظمة حاكمة تساعد على استمرار الإجرام وإبادة أهل حلب بمجاملة المحتلين الذين قدموا في خارج الحدود لذبح الشعب السوري بحجة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وعلى رأس النظام المجرم الذي تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون سوري وشرد أكثر من خمسة ملايين سوري ابتلع البحر الأبيض المتوسط الآلاف منهم غرقاً، كل هذه الضحايا والأرقام لم تحرك ضمائر العرب فلم نجد تعاطفاً ولا احتجاجاً حتى في شوارع الدول التي تدعم الإرهابيين والمجرمين والذين يرسلون مليشياتهم إلى قتل السوريين. يقولون ويرفعون عقيرتهم بالصباح «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»؛ هل بقي معنى لهذا الشعار؟.. وهل فعلاً أننا أمة عربية واحدة، وأن رسالتها خالدة؟.. أيّ رسالة هذه التي تحمل الموت والدمار لأهل سوريا ولا تبدي حتى مجرد تعاطف كالذي يبديه الألمان والبريطانيون، بل أكثر من ذلك لا نكف عن مواصلة إيذائنا للسوريين بمواصلة إرسال المليشيات الإرهابية لقتل المزيد منهم.