تتدحرج الكرة بين أقدام لاعبي المنتخبين السعودي والإماراتي أمس بالجوهرة وهذا «المقال» في نفس التوقيت يعيش مرحلة «المخاض» في رحم مطابع الصحيفة ليولد قبل موعده!!. «المقال الخديج» هو مقال ولد ناقص الوزن لم يكتمل نموه يعيش في «الحضانة» حتى ينضج!!. حتى يعيش هذا «المقال الخديج» ويرى النور في ورق الصحيفة اليوم الأربعاء قطع «حبله السري» قبل أن يعلن حكم مباراة منتخبنا أمس الثلاثاء صافرة النهاية، تصرخ «الحروف» فرحة الميلاد، لا أعلم «صرخة فرح» فاز منتخبنا أم «صرخة حزن» خسرنا. قبل أن يولد أي «مقال» في الصحيفة يعيش عمليات تحريرية معقدة، يكتبه الكاتب ويرسله للصحيفة ليحرر ويصف ويراجع لغويًا وإملائيًا بعدها يعيش تحت رحمة «مشرط الرقيب»، مدير التحرير يعتمده أو يرفضه بعد كل هذه المراحل الصحفية ينتظر «الكاتب» قرار صاحب السلطة «رئيس التحرير» ليوافق على نشره أم يشطبه بقلمه ويكتب عليه «غير صالح للنشر»!. «مشرط الرقيب» لا يختلف عن «مشرط الطبيب» في غرفة الولادة، جميعهما يقطعان «الحبل السري» للمقال أو الطفل لكي يعيش بالنشر على الورق أو تنفس الحياة!. موت «المقال» بقرار صاحب السلطة هو «صك فشل» الكاتب في تمرير أفكاره وعجزه عن استخدام مفردات تخادع «مشرط الرقيب «.. ماذا سوف أفعل لو لم ينشر هذا المقال؟ تختلف شخصيات الكتاب البعض لا يهتم بعدم النشر، أما «أنا» أغضب وأشعر بمرارة قرار «مشرط الرقيب»، لا أكتفي بذلك، بل أعلن «معركة حوار» مع أصحاب السلطة بصحيفة الجزيرة، لا استطيع أن أنام إلا بإرسال رسالة إلى مدير التحرير الصديق محمد العبدي نصها: «يا أبا مشعل لماذا لم ينشر مقالي؟». استيقظ في الصباح على رد أبا مشعل: «يا أبا وسن مقالك غير صالح للنشر!». لا أكتفي برد الرسالة، اتصل على أبي مشعل لأحاوره لماذا؟ سعة صدر «محمد العبدي» تمنحني مساحة كبيرة لمحاورته ومحاولة إقناعه لتغيير قراره، في بعض الأحيان يكون مدير التحرير وافق على نشره ورفض رئيس التحرير!. «معركة الحوار» لم تنتهِ، من دون أي تردد اتصل على صاحب السلطة «رئيس التحرير» الاستاذ خالد المالك... ألو..السلام أبا بشار... استاذي أدرك أن خبرتك ومشوارك الطويل يسمح لك بتمييز الصالح للنشر من عدمه لكن لا أعرف لماذا لم ينشر مقالي؟ في كل مرة أفشل في تغيير قرار «رئيس التحرير» لكن أتعلم درسًا جديدًا، صحيفة الجزيرة سر تميزها طيلة هذه السنوات هو أن «أصحاب السلطة» بالصحيفة يسمحون لأي كاتب أو محرر أو قارئ أن يحاورهم ويجادلهم، الإيمان ب«حرية الرأي» وتقبل الرأي الآخر المخالف لك من صفات القائد الناجح. لا يبقى إلا أن أقول: قد تسأل عزيزي - القارئ - لم كل هذا يا «إبراهيم» بسبب عدم نشر مقال؟ السبب أنت أيها - القارئ- الحبيب، عندما تخصص جزءًا من وقتك كل أربعاء لكي تقرأ زاوية «حافز» يجب أن أحترمك وأقدرك وأن تجد نبض حروفي «تصافحك» بالشكر والعرفان على اهتمامك. من المهنية أن يلتزم «الكاتب» بميعاد ميلاد «مقاله» احترامًا لصديقه - القارئ - فأعذرني هذه المرة بهذا «المقال الخديج» لم أشاركك «فرحتك» بفوز المنتخب السعودي أمس أو «حزنك» بالخسارة أو التعادل!!. «الطفل الخديج» يبقى في «الحضانه» فترة من الزمن حتى يكتمل نموه بعيدًا عن والديه و»المقال الخديج» حياته مرهونة بفوز المنتخب السعودي إما أن يعيش ب «الفرح» أو يموت ب»الحزن»... فهل يعيش أم يموت؟! هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.