أثار إقدام الكونغرس الأميركي على تجاوز فيتو الرئيس باراك اوباما على قانون «جاستا» (العدالة ضد رعاة الارهاب) والذي يمنح أقارب ضحايا هجمات 11 أيلول\ سبتمبر عام 2001 حق مقاضاة أي دولة يشتبهون بدعمها من قريب أو بعيد لمنفذي هذه الهجمات، تساؤلات حول ما إذا كان يحق للمتضررين من «الإرهاب الأميركي» المنفلت من عقاله في مشارق الأرض ومغاربها مقاضاة واشنطن على أفعالها هذه وافعال جنودها وجنرالاتها وطائراتها المسيّرة التي اغتالت وقتلت من المدنيين العزّل أضعافاً مضاعفة من الملاحقين والمطلوبين أميركياً؟!. هذا هو التساؤل الذي تطرحه الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، مبشرة تازامل، في مقال، نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني. وأشار المقال إلى أن «جاستا» (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب) الذي يتيح لأهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 مقاضاة جهات حكومية ودول، يستند بالدرجة الأولى إلى الشائعات والافتراضات والاتهامات السياسية، لأنه حتى الصفحات ال28 السرية سابقاً من التقرير الحكومي والتي تم الكشف عنها لا تورد أية ادلة او اثباتات تحدد بالضبط صلة أي جهة حكومية او رسمية بمنفذي أكبر هجوم إرهابي في تاريخ الولاياتالمتحدة، أودى بأرواح نحو 3000 شخص. ووصفت الكاتبة هذا القانون بأنه مثال ل»الاستثنائية الأميركية»، متسائلة: «تتاح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية فرصة لمقاضاة المسؤولين عن ذلك، ولكن في هذه الحالة لماذا لا يحق لأهالي ضحايا الإرهاب الأميركي في جميع أنحاء العالم مساءلة واشنطن؟». وأوضح المقال أن الحديث عن الإرهاب الأميركي هذا يدور عن عائلات آلاف الأشخاص في باكستان والصومال واليمن الذين قتلوا جراء ضربات تنفذها الطائرات الأميركية دون طيار، مبيناً أن 2% فقط من 3000 ضحية لضربات تلك الطائرات الأميركية في باكستان كانوا «أشخاصاً مستهدفين»، بينما كان الآخرون مدنيين أبرياء استهدفوا وقتلوا صدفة. واستطردت الكاتبة قائلة إن أكثر من مليون مدني لقوا مصرعهم جراء «الحرب على الإرهاب» التي تشنها الولاياتالمتحدة في باكستان وأفغانستان، فضلاً عن العراق حيث قتل بمعدل 17 مدنياً في كل غارة أمريكية، حسب التقديرات الموضوعية. وأعاد المقال إلى الأذهان أن سلاح الطيران الأميركي قصف في العام الماضي مشفى عائداً لمنظمة «أطباء بلا حدود» في مدينة قندوز الأفغانية، ما أودى بأرواح 42 شخصاً على الأقل، ولكن عسكريي واشنطن برروا فعلهم هذا. وقالت الكاتبة: «الآن في عام 2016، قتلت الولاياتالمتحدة آلاف المدنيين بضربات جوية في سورياوالعراق واعترفت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» بذلك علانية وبررتها بأخطاء طياريها ومعلوماتها الاستخبارية!. فهل ستتاح لأقارب هؤلاء فرصة مقاضاة حكومة الولاياتالمتحدة؟».