قال البيت الأبيض مساء أمس الأربعاء: إن تجاوز مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي لحق النقض «الفيتو» الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد مشروع قانون «جاستا» يعتبر «الأكثر إحراجا للولايات المتحدة منذ سنوات»، وجاء إعلان البيت الأبيض بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي، بأغلبية ساحقة، ضد حق النقض «الفيتو» للرئيس باراك أوباما، لمشروع قانون يسمح لعائلات قتلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون، واستخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في وقت متأخر الجمعة الماضي حق النقض ضد مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، المعروف اختصارًا ب»جاستا»، وقال أوباما: إن القانون المذكور يضر بالمصالح الأمريكية ويقوض مبدأ الحصانة السيادية. وأضاف الرئيس الأمريكي في رسالة وجهها إلى مجلس الشيوخ: «أتفهم رغبة عائلات الضحايا في تحقيق العدالة، وأنا عازم على مساعدتهم في هذا الجهد»، لكنه أوضح أن التوقيع على هذا القانون «سيكون له تأثير ضار على الأمن القومي للولايات المتحدة»، وبتوقيعه على الفيتو، خسر أوباما مواجهة شرسة مع الكونغرس الذي فعَّل قانون «جاستا»، يذكر أن أوباما استخدم الفيتو الرئاسي 11 مرة حتى الآن، دون أن يتم جمع الأصوات المطلوبة لتجاوزها، وهي ثلثا أعضاء الكونغرس. تشريع «العدالة ضد رعاة الإرهاب» يصبح قانونًا ورفض مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس) بأغلبية الأربعاء الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد مشروع قانون يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 في أول إسقاط لفيتو رئاسي خلال فترة حكم أوباما، وكانت نتيجة التصويت رفض 338 نائبا للفيتو مقابل 74 وهو أكثر من أغلبية الثلثين التي يحتاجها مجلس النواب لإسقاط الفيتو. كما أسقط مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية الفيتو، وكان هاري ريد زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس هو السناتور الوحيد الذي وقف في صف أوباما، وامتنع عن التصويت السناتور الديمقراطي تيم كاين وهو مرشح لمنصب نائب الرئيس وبيرني ساندرز وهو مستقل ومنافس سابق على الفوز ببطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة. كارتر: يجرد المسؤولين الأمريكيين من الحصانة الدبلوماسية حذر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر الكونجرس من أن تمرير (جاستا) سيؤدي إلى الكشف عن معلومات سرية حساسة للغاية، ومن شأنه فتح الباب أمام ملاحقة القوات الأمريكية قضائيًا من قبل جهات أجنبية وفق رسالة وجهها لرئيس مجلس الشيوخ حصلت عليها صحيفة «واشنطن فري بيكون» ونشرتها أمس. واستطردت الصحيفة: إن تحرك الكونجرس لإلغاء الفيتو الرئاسي على (جاستا) وفتح الطريق أمام مواطني الولاياتالمتحدة لمقاضاة السعودية لدورها المزعوم في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية من شأنه أيضًا أن يفتح الطريق أمام سيل من الدعاوى القضائية التي ستتهم الولاياتالمتحدة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. واستطردت نقلاً عن رسالة أشتون بأن جاستا (العدل ضد الدول الراعية للإرهاب) يهدف إلى تمكين أهالي ضحايا الإرهاب من مقاضاة الحكومات الأجنبية، لكن المتوقع أن القانون سيفتح المجال أمام الدعاوى القضائية التي تستهدف الولاياتالمتحدة وعملياتها الاستخباراتية، وقواتها المتمركزة في الخارج. كما يمكن أن يتسبب ذلك أيضًا في تخريب الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب عبر العالم، وأشارت الصحيفة إلى استعداد تحالف من العراقيين الاثنين الماضي لمقاضاة الحكومة الأمريكية بتهمة ارتكاب جرائم حرب حال نجاح الكونجرس في تخطي الفيتو الرئاسي على (جاستا).