نعيش هذه الأيام ذكرى تأسيس بلادنا الحبيبة على يد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث نحتفل جميعاً باليوم الوطني الذي هو فرحة المجتمع بكل فئاته حيث يعطينا اليوم الوطني، الشعور بالانتماء للوطن، ويسمح لنا بتجديد ولائنا لدولتنا، ويحرص الجميع على توصيل معناه لأبنائنا والأجيال الجديدة، وغرس قيمته لديهم، لهو اختيار أكثر إلزاما علينا، أن نعرفهم تاريخنا وكيف وصلنا لهذا اليوم، كيف استطاع المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، توحيد البلاد وتأليف القلوب والاتفاق والاتحاد في الرأي والمصير. حقيقية يجب أن نعلمها: أن حبُّ الوطن يولد مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها. وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم- على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليََّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيَّن لنا واجب الحبِّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلِّ شخصٍ سواء كان صغيراً أم كبيراً. ويعتبر حبُّ الوطن رمزاً وفخراً واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلِّ قوَّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدِّره لتوفيره الأمن لنا؛ فلهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلِّ فرد أن يلتزم بها..وأتذكر قول أحد جبابرة التاريخ «أحسوا بحب الوطن»، ولقد قال نابليون بونابرت في منفاه وهو على سرير الموت: «خذوا قلبي ليُدفن في فرنسا». لذلك نعتز ونفخر بهذا الوطن الذي لم يبخل علينا بشي ونستشعر أهميته وان من أسباب أهمية الوطن أن الإنسان ولد وتربى وتعلم فيه، وفيه توجد أسرته وعائلته ويحمل جنسيته وتتاح له الفرصة للعمل فيه مع تمتعه بالحقوق الأخرى كحق التملك وحق التقاضي وحق التجارة والاستثمار، كما أن الإنسان في وطنه يقوم بممارسة واجبات عقيدته بحرية تامة. وتقوم دولتنا الغالية برصد إمكاناتها من اجل خدمة الوطن، فهي حريصة على تقديم جميع التسهيلات وتوفير فرص العيش الكريم له. لذا عملت جاهدة على بناء المساجد والمدارس والحدائق وغير ذلك من المرافق الحكومية ليجد المواطن كل ارتياح سواء في أداء واجباته الدينية والدنيوية. وتعتبر هذه المرافق حقا للجميع ينبغي استخدامها على الوجه الأمثل، ويطلق عليها الملكية العامة.. فالملكية العامة هي جميع الأموال والمنشآت التي تعود ملكيتها لجميع أفراد هذا الوطن ويكون الانتفاع بها حقا للجميع. هناك الكثير والكثير من منجزات هذا الوطن ويكفينا فخراً خدمة الحرمين الشريفين وملكنا من لقب بخادم الحرمين حفظك الله يا سلمان السلام ابن عبدالعزيز الذي ندعو له في كل وقت على ما تحقق على يديه لهذا البلد من أمن وأمان ورقي ورفعة نعم بأي عبارات أو كلمات تفي حقك يا وطني ليت شعري يستطيع أن يوفيك حقك ليت نثري يعبر عما يجول بخاطري حب وشوق وغرام ومشاعر تهز الوجدان أبعد ذلك أسأل عنك يا وطني؟ وهنا أحب أن أكتب لابد من زرع المواطنة الحقة وحب الوطن في الأجيال لتحقيق الآمال والتطلعات لمستقبل الوطن ورفاهية المواطن، وهذا ما تتطلبه رؤية2030 وما يجب أن يكون عليه طلابنا وطالباتنا وأجيالنا الواعدة من حب وولاء، ولأهمية ذلك فقد اعتمد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى مشروع الاحتفاء باليوم الوطني لهذا العام 1437 تحت شعار «رؤية وطن» بما يرسخ الاعتزاز بالدين والولاء للمليك والانتماء للوطن وبما يعزز القيم الإيجابية لدى أبنائنا وبناتنا، نعم وطني.. ذلك الحب الذي لا يتوقف.. وذلك العطاء.. الذي لا ينضب.. أيها الوطن المترامي الأطراف.. أيها الوطن المستوطن في القلوب.. أنت فقط من يبقى حبهُ.. وأنت فقط من نحبُ. وانت يا وطني َ السَنَدُ لِمَن لاَ ظَهرَ لَهُ، وأنت البَطنُ الثَانِي الذِي يَحمِلُنَا بَعدَ بَطِنِ الأُمِ. واكرر دائما (دمت يا وطني شامخاً). وقفة: كلمات شكر، وولاء وحب، لمن، لك يا وطني، وطن العز والمجد، وطن الآباء والشموخ.