لم تؤثر الإجازة الصيفية التي ينعم بها طلاب التعليم العام والتعليم العالي في السعودية، على عمليات الإقبال الواسعة التي شهدتها فعاليات حكايا مسك، التي بلغ مجموع زوارها حتى انقضاء يومها الرابع 90455 زائرًا، حيث تقترب أكثر من أي وقت مضى من كسر الرقم الذي كانت تستهدفه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» والبالغ 100 ألف زائر في 6 أيام. وفيما شهدت الفعاليات، أمس الأول الجمعة والسبت، إقبالاً منقطع النظير من الزوار، وذلك خلال الإجازة الأسبوعية، بلغ عدد زوار فعاليات مسك الخميس الماضي 26830 زائرًا، كما أسدل الستار عن الفعاليات الرئيسة الأربعة، التي تم تصميمها لتكون «منحنى لإلهام الشباب وتمكينهم وصقل مواهبهم الإبداعية»، مع نهاية أمس السبت. وطبقًا للأرقام الرسمية الواردة من الجهة المنظمة، فإن عدد زوار فعاليات مسك خلال الأيام الأربعة الأولى، أخذ منحنى تصاعديًا بدأ من اليوم الأول، الذي تعادل فيه نسبيًا عدد الزوار مع اليوم الثاني عند حاجز 19800 زائر، لتصل أعدادهم في اليوم الثالث إلى 24537، فيما زادت في اليوم الرابع بواقع 2200 زائر تقريبًا. وبعد أن كانت ورش العمل والمنصات (الأنميشن، الكتابة، الإنتاج، الرسم)، تتفوق في أعداد زائريها على جميع المناشط في فعاليات «حكايا مسك»، كسر «سوق حكايا» القاعدة في اليوم الرابع، حيث تفوق للمرة الأولى على بقية الأنشطة بزيارة 4265 زائرًا. أما بالنسبة لمسرح حكايا المرابطين، فلقد لعبت نجومية الممثل السعودي فايز المالكي، دورًا في تفوق أعداد مرتاديه في رابع الأيام، حيث حصد ظهوره مشاهدة واسعة بوجود 1948 زائرًا، متفوقًا بذلك نسبيًا على الرقم الذي حققه ظهور نحم السناب الكويتي ماجد الصباح في أول الأيام، الذي كان عدد حضور مشاركته داخل المسرح 1756 زائرًا. كان فايز المالكي، وخلال ظهوره على مسرح حكايا المرابطين، يتحدث بحرقة كبيرة على تجاهل البنوك وشركات الاتصالات لتضحيات الجنود على الحد الجنوبي، وذلك على إثر تجميدها حساباتهم البنكية، وقطع الاتصالات عن خطوط هواتف بعضهم، فيما لم يفته أن يثني على مبادرة عبد اللطيف جميل، الذي قرر عدم تحصيل أية دفعات مستحقة على مرابطي الحد إلا بعد انتهاء الحرب. المالكي وجه انتقادات لاذعة للإعلام والإعلاميين، قائلاً «إعلامنا معقد، وإعلاميونا نائمون»، متهمًا وسائل الإعلام بأنها لم تسهم في إزجاء الشكر والثناء لأبطال الحد كما فعل ذلك مشاهير الإعلام الجديد والذين تفوقوا على الإعلام التقليدي، على حد تعبيره. وروى المالكي قصة محزنة على مسرح حكايا مسك تتحدث عن تجاهل «وزارة الصحة» لنداء أحد العسكريين حين طالب بنقل والده الذي أنهكه التعب من مستشفى عفيف إلى مستشفى القوات المسلحة ولم يجد أي تجاوب من الوزارة. وفي لحظة مفاجئة دخل الجندي البطل المصاب «محمد المسعودي» إلى مسرح حكايا مسك ليفاجئ الحضور ويفاجئ المالكي الذي حضن البطل ولم يتمالك نفسه حينها على المسرح وبكى. وحين وجهت الكلمة إلى البطل «محمد المسعودي» قال بكل فخر واعتزاز «أنا دافعت كمواطن وذدت عن حياض هذا الوطن الشامخ من أجلكم ومن أجل أن يبقى هذا الوطن بخير»، متمنيًا العودة من جديد إلى الحد الجنوبي للدفاع عن الوطن. وفي مفاجأة أخرى صعد الجريح البطل النقيب «عامر عبدالعزيز الرميح» بقدم صحيحة وأخرى بترت إثر لغم على الشريط الحدودي وقال في كلمته: «جنودنا لا يريدون منكم شيئًا إلا الدعم والدعاء فهم تحملوا ظروف الغربة والحرب وغيرها من أجل أن تعيشوا بسلام فلا تنسونهم من دعائكم»، داعيًا إلى زيارة الجنود المصابين وتقديم الدعم المعنوي له.