خلال أيام الصيف تزداد حالة التعرق لدى مختلف شعوب العالم حتى في الدول التي اشتهرت بأجواء ربيعية وباردة خلال شهور الصيف.. لذلك يتوجه لها السياح من مختلف دول العالم وعلى الأخص الدول التي تعاني من ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة كما الحال في بلادنا ودول الخليج وحتى بعض الدول العربية والإسلامية وشرق آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية. لكن الملاحظ أن «حالة التعرق» رغم كونها أمراً طبيعياً وتحدث للجميع لكنها تزداد عادة عند التعرض بشدة للحرارة والرطوبة وحتى عند بذل جهد مضاعف لم يتعود عليه الواحد منا. وإطلالتنا اليوم ليست عن التعرق فلقد تناولناها ضمن «إطلالة» سابقة ولكن اليوم نشير بالتحديد لما يسببه التعرق من رائحة غير مستحبة بل كريهة جداً عند بعض الأشخاص وعلى الأخص في الصيف حيث تتضاعف حدة الرائحة.. مما يساهم على هروب من يقترب منهم. وجميعنا لاحظ هذه الظاهرة عند الصلاة جماعة في المسجد فهناك من المصلين لا يعتنون بنظافة أجسادهم أو الاستحمام قبل الصلاة جماعة أو تشعر بأنهم تناولوا أطعمة رائحتها مزعجة. مما يجعل الواقفين إلى جوارهم يشعرون بالضيق. وبحكم أنهم في لحظات الصلاة فهم يتحملون هذه الرائحة الكريهة والمنفرة ولكنهم لا يستطيعون فعل شيء. كان الله في عونهم.. وكم تمنيت لو أن أحبتنا أئمة الجوامع والمساجد قاموا في خطبة الجمعة أو حديث ما بعد الصلاة التنبيه على المصلين بأهمية العناية بالنظافة.. خاصة وأن ديننا يحثنا على الاهتمام بالنظافة.. قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (31) سورة الأعراف. قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عن تفسير هذه الآية: (ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنَّة يُستحبُّ التَّجمُّل عند الصلاة ولا سيما صلاة الجمعة ويوم العيد والطِّيب لأنه من الزِّينة والسِّواك لأنه من تمام ذلك). وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّى أحدُكم فلْيلبس ثوبيهِ فإنَّ الله أحقُّ من تزيَّن له). فليعلم هذا من يؤذي المصلين بالرَّوائح الكريهة من ثومٍ أو بصلٍ أو شربٍ للدُّخان أو عدم تنظيف للجسم, فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أكل ثوماً أو بصلاً فلْيعتزل مسجدنَا فإنَّ الملائكةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منه بنو آدم (...) ا.ه ولمنع رائحة الجسم علينا اتباع الآتي من هذه النقاط. خاصة بعد العمل وقبل توجهنا للصلاة في المسجد. فبعد الاستحمام والوضوء من المهم أن نقوم بتجفيف أجسامنا جيداً. استعمال بعض العطر الذي تفضله. وحسب الإمكانات. فهناك عطور تتفاعل مع العرق أيام الصيف وتفرز بالتالي رائحة غير محببة. من الأفضل وضع مزيل عرق بعد إزالة شعر الإبطين. الاهتمام جيداً بغسيل الملابس الداخلية. واستعمال جديدة عند التوجه للصلاة. في مثل أجوائنا الحارة ينصح الأطباء باستعمال الثياب الواسعة والابتعاد عن الضيقة..