تعانى مقاطعة «بورنو» النيجيرية من القهر وسوء التغذية بسبب تمركز جماعة «بوكوحرام» في هذه المنطقة، وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل المساعدات اللازمة إلى سكان هذه المقاطعة. ولا يوجد حتى الآن مجاعة حقيقية في نيجيريا بيد أنه إذا استمر الوضع الراهن فسيعانى شمال شرق نيجيريا منها في القريب العاجل، حيث تعانى هذه المنطقة منذ عدة أشهر من أزمة غذائية خطيرة، وسجلت منظمة الأممالمتحدة للطفولة ارتفاعا في عدد الأطفال الأقل من خمسة أعوام الذين يعانون من سوء التغذية، ووصل العدد إلى ما يقرب من 250 ألف طفل خلال هذا العام. وتسيطر جماعة «بوكو حرام» على منطقة بورنو، التي تعيش قيد التهديدات الإرهابية والمحاصرة التي تحول دون وصول مساعدات المنظمات الإنسانية إلى سكان هذه المنطقة. وأوضح توبى لانزر المنسق الإقليمي للشئون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في منطقة الساحل الأفريقي أن وضع سكان منطقة بورنو الريفية أصبح أسوأ من ذي قبل، غير أن المجتمع الدولي لم يقم بدوره حتى الآن ولم يضع هذه الأزمة في اعتباره. ويواجه خطر الموت جوعا حوالي 50 ألف طفل في شمال نيجيريا هذا الصيف بسبب الحملات التي تشنها الحكومة ضد جماعة «بوكوحرام»، فيما كانت البلاد قد شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية أزمات غذائية على فترات متفرقة، وكانت آخرهم خلال عام 2010. وانتشرت في الآونة الأخيرة شائعات كثيرة حول احتمالية حدوث مجاعات في إثيوبيا والصومال واريتريا، لاسيما بعد الجفاف الناجم عن إعصار النينو، الذي ضرب شرق أفريقيا منذ نهاية عام 2015. وقالت إيزابل مامونيام المديرة العام لأطباء بلا حدود «إن الصليب الأحمر يقوم بدوره، لكن الغالبية العظمى للمنظمات الإنسانية لا تتحمل مسئوليتها إزاء أزمة بورنو». وتركز المنظمات أعمالها فى محيط العاصمة ميدوجرى دون الأخذ في الاعتبار بسكان الريف، الذين وقعوا ضحية الحرب بين جماعة «بوكوحرام» والجيش النيجيري.