يا له من خبر مبهج بلوغ مجلتنا العزيزة «المجلة الثقافية» العدد 500 بعد رحلة طويلة وشاقة من الكفاح الأدبي. فمن حقها علينا أن نبتهج بهذه المناسبة السعيدة، وأن نشاركها هذه الفرحة؛ وذلك لما أسدته للأدب والثقافة من أياد وأفضال لا تنسى. كان تاريخ صدور «الثقافية» في يوم الاثنين 3/3/ 2003 رقماً مميزاً وحدثاً كبيراً لا يُنسى لكل المعنيين بالشأن الثقافي، فلقد صافحت أعينهم في ذلك اليوم مجلة ثقاقية أسبوعية أنيقة ورشيقة، وعلى غلافها الأول الجميل تطالعنا صورة د. غازي القصيبي وهو يحمل في يده مسبحة، وتحت ترويسة المجلة جاء هذا العنوان: غازي القصيبي: يؤرّقني هاجس العمر! وما كاد العدد الأول يصل إلى أيدي القراء وعشاق الحرف حتى انهالت مئات الرسائل على أسرة التحرير تشيد وتشجع وتبارك هذا المولود الثقافي الجديد. ومن أوائل تلك الرسائل رسالة لطيفة من الأخ الأستاذ حمد القاضي نشرت في العدد الثالث. جاء صدور «الثقافية» بعد فترة قصيرة من عودة الأستاذ خالد المالك إلى عرينه، إذ شهدت تلك الحقبة حراكاً صحفياً ونشطاً غير مسبوق في إصدار الملاحق المتنوّعة والمستقلة على مدار ألأسبوع؛ فيوم السبت: مجلة الإصدار الدولي، ويوم الأحد: مجلة العالم الرقمي، ويوم الاثنين: المجلة الثقافية، ويوم الثلاثاء: مجلة الجزيرة، ويوم الأربعاء: مجلة نادي السيارات وهكذا. ولم تعمر طويلاً تلك الملاحق؛ إذ ما لبثت أن توقفت بعد سنوات قلائل مع أنها كانت تلامس هموم فئة الشباب. وكان للأخ د. إبراهيم التركي - مستعيناً بعدد من الشباب الناهض- جهوده الطيبة والحثيثة في استقطاب الأسماء اللامعة والأقلام الجادة التي ساهمت في بناء مجد «المجلة الثقافية»، واكتشاف بعض المواهب الأدبية التي حققت بعض الشهرة والانتشار. واهتمت المجلة اهتماماً بارزاً بالأعداد الخاصة والملفات المتميزة في بادرة طيبة لتكريم بعض القامات الأدبية في بلادنا وفي بعض البلدان الأخرى قبل رحيلهم مثل: د. غازي القصيبي، ود. عبد الله الغذامي، والشيخ جميل الحجيلان، ود. عبد العزيز الخويطر، وعبد الله بن إدريس، ومحمود درويش، ود. عبد السلام العجيلي، ود. عبد العزيز مقالح، ود. مصطفى محمود، والشاعر سليمان العيسى، وغيرهم. ولا بأس من الإشارة إلى أن توقف «الثقافية»* في مطلع مارس 2016 دون مقدمات ولا كلمة وداع لم يكن بالأمر اليسير على من أحب وارتبط بهذه المطبوعة، وكان حريصاً على متابعتها بانتظام طوال تلك السنوات المنصرمة، فلطالما ترقب صدورها كل اثنين وخميس وسبت، ولطالما سأل عنها الباعة في كل بلد يحل به، فلقد كانت أنيسه وسميره. وكان يؤلمه احتجابها المتكرر في إجازات الصيف وفي الإجازات القصيرة. وفي هذا فوات لتغطية بعض المناسبات والأحداث الثقافية المهمة مثل: مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع المنعقد في المدينةالمنورة عام 1434. أنعقد المؤتمر في الوقت الذي كانت فيه «الثقافية» تخلد إلى الراحة!! تحية تقدير وإعجاب أزجيها إلى «المجلة الثقافية» وتهنئة حارة للقائمين عليها، ونتطلع إلى المزيد من التطور بإذن الله. * الثقافية: كان توقفاً مؤقتاً استعدادا لظهورها بالشكل الجديد الحالي