أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بمركز التراث العمراني الوطني، مشروعًا لحصر وتسجيل مواقع التراث العمراني على مستوى مناطق المملكة، وذلك ضمن جهود الهيئة في حصر موارد التراث العمراني، وتنفيذًا لتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة بالاهتمام بتوثيق وحصر وتسجيل مواقع التراث العمراني الوطني وتصنيفها تفعيلاً لنظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني. وأوضح الدكتور مشاري النعيم المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني أنه برزت الحاجة إلى إنشاء قاعدة معلومات وطنية تمكن الباحثين والمستثمرين والمهتمين من الوصول إلى كافة المعلومات والوثائق المطلوبة للتعامل مع التراث العمراني، مبينًا أن ذلك سيكون من خلال تطوير نظام مؤسسي يشارك البنية التحتية الوطنية ويعتمد على أنظمة برمجية متطورة تعرف بأنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) ونماذج ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والمسح الليزري، وذكر أنه سيتم بناء وتطوير تطبيقات تساعد على توثيق وحفظ ومراقبة وإدارة التراث وتحديث المعلومات بشكل مستمر وإنقاذ ما تبقى من التراث العمراني. وأشار إلى أن الهدف الرئيس من المشروع يتمثل في حصر مبانٍ ومناطق التراث العمراني في المملكة، كما يشمل نظام تسجيل وتوثيق وتحليل وحماية ومتابعة وإدارة، ونظام المتابعة للحالة القانونية وتفعيل التشريعات والأنظمة والقرارات المتعلقة بذلك الموضوع، وأيضًا يشمل دمج بيانات موارد التراث العمراني مع سجلات التراث الوطني. وذكر النعيم أنه سيتم التوسع مستقبلاً في هذا المشروع ليشمل قواعد البيانات الخاصة بوزارة الشؤون البلدية والقروية وكافة الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة التي من شأنها أن تساعد في تحقيق أهداف الهيئة الاستراتيجية، ومنها توحيد قوائم مواقع التراث العمراني وتقويمها وتصنيفها وتوفير البيانات والسمات والإحداثيات والصور الفوتوغرافية لها، وإدارة وتوزيع وإيجاد العلاقات بين بيانات التراث العمراني، وتحديث نظام المعلومات الجغرافي بانتظام ودعم عمليات الإدارة والتخطيط في المستقبل، والحد من تكرار قواعد بيانات التراث العمراني وحفظها مركزيًا، وتحديد معايير حفظ بيانات التراث العمراني وفق الهيكل المناسب، ومراقبة جودة بيانات التراث العمراني، والاستعلام السريع، وتقديم التقارير، ورسم خرائط مبانٍ ومواقع التراث العمراني إلى جميع فئات المستخدمين. ويعكف مركز التراث العمراني الوطني على تصميم قاعدة البيانات الوطنية الخاصة بالتراث العمراني بالتعاون مع جهات متخصصة في هذا المجال، بحيث يقوم سجل التراث العمراني الوطني بفرز التراث العمراني بحسب مستويات المعلومات: التخطيطي، العمراني، المعماري، والمعماري التفصيلي من المعلومات وضمن مواصفات معينة. فيما يقوم بمتابعة السجل عدد من الفنيين وباحثي التراث تحت إشراف مباشر من المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني الذي يوجه العمل بحسب الحالة العامة لمواقع التراث في جميع مناطق وأقاليم المملكة. ويعتمد سجل التراث العمراني الوطني في استيفاء معلوماته على كوادر وطنية وبمساعدة فنية من أمانات المناطق والبلديات من خلال برنامج «عمران» الذي تم اعتماده مؤخرًا بين الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية. وكذلك الجامعات بتطوير برامج التدريب الصيفي الميداني لطلاب كليات العمارة والسياحة والآثار لإثراء مشروع الحصر الميداني، حيث يشترك الجميع في جهود المحافظة على التراث العمراني. وسيقوم المركز بربط سجل التراث العمراني مع سجل الآثار القائم حاليًا وأيضًا مع قواعد البيانات الخاصة بوزارة الشؤون البلدية والقروية ليكون السجل وطنيًا بامتياز وبمتناول الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة كافة. ويتكون المشروع من جزءيين: الجزء الأول، يتعلق بإنشاء قاعدة بيانات للمواقع ذات الأهمية التراثية في المملكة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) بهدف استخدامها في توثيق مواقع التراث العمراني وتصنيفها وتسهيل إدارتها وتسجيلها. أما الجزء الثاني فهو إنشاء قاعدة بيانات تسويقية تساعد على تسويق مواقع التراث العمراني كمنتجات سياحية. وتشتمل قاعدة البيانات على معلومات موجزة عن المواقع وكيفية الوصول إليها، والمعلومات الجغرافية للموقع، ومرافق الخدمات السياحية في المنطقة المحيطة، ومتوسط زمن الزيارة، والمسارات والمواقع السياحية المحيطة، وأية معلومات أخرى يمكن أن تفيد السائح. ويمكن تسويقها عبر أشكال مختلفة مثل ربط قاعدة بيانات شبكة موقع سياحة سعودية وتسويق قاعدة البيانات على الميديا وطباعتها في كتاب.