لاشك في أنّ قرار مجلس الوزراء القاضي بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيلاً لرئيس هيئة الرياضة، يأتي بالإضافة إلى دعم المرأة في الداخل - يأتي - في سياق دعم حضور اسم المملكة العربية السعودية في المحافل العالمية . ذلك أنّ المملكة وبوصفها إحدى الدول المستقلة وذات السيادة والعضو الفاعل في هيئة الأممالمتحدة، يستلزم ذلك أن تشارك دول العالم مناشطها ومناسباتها، وتُعَد الدورة الأولمبية من أكثر المناشط العالمية التي تحرص على مشاركة كل الدول المسجلة في هيئة الأمموالمتحدة بعناصر رجالية ونسائية. ولذلك تأتي مشاركة سعوديات في الأولمبياد للمرة الثانية في تاريخ السعودية مؤشراً ثانياً ومهماً، على اهتمام المملكة باستمرار مكانتها العالمية كدولة لا تميِّز بين النساء والرجال، وتكفل حقوق الجميع, وعلى الرغم من أنّ أخبار هذه التطورات لم تجد تقبلاً كبيراً في بعض الأوساط، إلا أنها تمثل منعطفاً هاماً في تاريخ المرأة السعودية، وحقها في الاختيار والمشاركة وتمثيل بلادها. والمتوقع بعد وجود سمو الأميرة ريما على كرسي قيادة الرياضة النسائية، أن تلقى مشاركة السعوديات اهتماماً إعلامياً مقدراً ومدعوماً ومشجعاً، لأنهن بنات الوطن ويمثلن الوطن في مشاركة عالمية، السعوديات سيشاركن في مجالات مختلفة في الدورة الأولمبية التي تنطلق اليوم في ريودو جانيرو وأبرزهن سارة العطار، التي ستتنافس في سباق 800 متر، باعتبارها إحدى المشاركتين الأوليين في أولمبياد لندن 2012، والتي كانت أول مشاركة سعودية في الألعاب الأولمبية. كما ستشارك وجود فهمي في الجودو ولبنى العمير في المبارزة بالسيف، أما كريمان أبو الجدايل فستشارك في سباق ال100 متر. هؤلاء فتيات سيشاركن باسم السعودية وتحية لهن على تمثيلهن لبلادنا، فلولا إقدامهن لكانت اللجنة الأولمبية شطبت اسم السعودية من المشاركات الدولية الرجالية بما فيها كرة القدم. حق هؤلاء الفتيات علينا التشجيع والتصفيق لا السخرية والاستهزاء بنتائجهن، ولقد ساءني ما قرأته بحق مشاركتهن ونتائجهن من إساءة وتحجيم من بعض المحسوبين والمحسوبات على الإعلام الرقمي في السعودية ؟؟!!. والذي يظهر ضعف الوعي والإدراك لقيمة ما تفعله هؤلاء الفتيات في السياق الاجتماعي والسياسي. فعلى الرغم من أن هيئة الرياضة ألزمت المشاركات بشروط عديدة وفاوضت اللجنة المنظمة من أجل قبول حجاب السعوديات، وقد نجحت في ذلك وأيضاً في حصر مشاركة السعوديات في أوساط نسائية خاصة وغير مختلطة، إلاّ أنّ ذلك لم يجعلنا نسلم من انتقادات صحيفة «نوفال اوبسرفاتور» الفرنسية، حيث نشرت تقريراً تحدثت فيه عن الشروط التي تم الإعلان عنها في السعودية بخصوص السماح لأربع رياضيات سعوديات بالمشاركة في أولمبياد ريو 2016، وأهمها مرافقة ولي الأمر والالتزام بالحجاب والاشتراك في المجالات الخاصة بالنساء. وعبّرت عن استيائها من موافقة اللجنة الأولمبية على هذه الشروط بل وطالبت بمنع المشاركات . نحن لسنا معنيين بانتقاد اليمين المتشدد أو اليسار المتحرر. نحن معنيون بدعم بلادنا وحضورها العالمي وتقدير كل من بذل واجتهد وتحمّل الصعاب من أجل جعل هذا الحضور متسقاً مع الصورة المعتدلة لبلادنا, فشكراً لكل المشاركات ومن المؤكد أنهن لن يجدن بعد اليوم جحوداً ونكراناً، فمن اليوم أصبحن في مأمن وأمسى لهن في بلادهن سند.