كان خبراً مفجعاً ومحزناً عندما تلقيت خبر وفاة صديقي الشيخ منصور بن عساف الحسين العساف أبو عماد - رحمه الله- عميد أسرة العساف بالرسوالرياض، حيث تلقينا الخبر عبر وسائل الاتصال، حيث عودنا الفقيد - رحمه الله- من وقته بقدومه للرس كعادته ولمدة شهرين من بعد إجازة عيد الفطر وحتى نهاية عيد الأضحى في كل عام يستقبل فيها ضيوفه ومحبيه في منزله الكائن في حي الوادي بالرس وفي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك الماضي اشتد عليه المرض وانتقل على أثره إلى رحمة الله تعالى في يوم الخميس الموافق الخامس والعشرين، وتمت الصلاة عليه في جامع الراجحي بعد صلاة الجمعة السادس والعشرين من نفس الشهر وووري جثمانه الثري في مقبرة النسيم بالرياض، وقد حضر جنازته جمعٌ كبيرٌ من أقاربه ومحبيه من الرياضوالرس وكافة مناطق المملكة والكل يدعو له بالمغفرة والرحمة في أجواء مؤلمة وحزينة. لقد عانى - رحمه الله- في عامه الأخير المرض وغادر إلى خارج المملكة وعاد إلى الرياض في أول رمضان واشتد عليه المرض حتى توفاه الله وودع هذه الدنيا الفانية وللمناسبة فإن حياة الفقيد وسيرته مليئة بالأحداث، حيث ولد - رحمه الله- عام 1356 هجري وحرص على التعليم منذ حياة الطفولة، حيث تخرّج من المدرسة الابتدائية العسكرية بالرياض 1374 ثم التحق في المدرسة الثانوية الحربية عام 1380 بعدها التحق بالعمل في المصانع الحربية بالخرج عام 1384 بعدها عمل في وزارة شؤون البلديات رئيس قسم الوارد والبرقيات عام 1393 ، كما رشح رئيس لبلدية المجمعة لمدة ثماني سنوات كما شغل منصب مدير قسم الأراضي في وزارة الشؤون البلدية حتى تقاعد عام 1412 وأبو عماد - رحمه الله- ممن لهم جهود في خدمة هذا الوطن وحياته العملية، حيث درس العسكرية في بداية حياته واستفاد منها الكثير في حياته وتدرج في العديد من المناصب في الدولة كما ذكرنا آنفاً. في أواخر حياته وبعد تقاعده عاد إلى مسقط رأسه الرس التي يعشق العيش فيها والقدوم لها مع بعض العائلة أثناء إجازة ما بين العيدين ولمدة شهرين كل عام في منزله بحي الوادي بالرس ويشرع أبوابه يومياً لضيوفه ومحبيه من بعد صلاة العصر وحتى بعد صلاة العشاء والتي خصصها لزواره الذين يأنسون لحديثه والجلوس معه وغالباً ما يدور حديثه عن ماضي وحاضر الرس وحديثه الذي لا تمله عن ذكرياته ومراحل حياته وما يطرح من قصص تسمعها لأول مرة عن الرس ولديه الكثير من المعلومات والحديث معه يتجدد يومياً وهو من يتميز بصراحته وحبه للطرافة وابتسامته التي لا تفارق محيّاه وطبية قلبه وحبه للطرفة وأنا أحرص على حضور مجلسه اليومي وكذلك جلساؤه الذين يحرصون على زيارته أغلب الأوقات وكانت أبوابه مفتوحة لضيوفه يومياً وهو أول من يبادر إلى استضافة القادمين للرس في منزله العامر، وكان من أول الداعمين في أي مشروع يساهم فيه الأهالي في صالح المحافظة ودعمه لحافلة الرس وقيامه بمشروع ترميم بوابة الأمير إحدى بوابات الرس القديمة والتي كلفت مبلغ سبعين ألف ريال، كما حدثني ومساهماته في أعمال الخير التي تكفّل فيها بإفطار صائم في عدد من المساجد في مكةالمكرمة كل عام وحرصه على أداء واجباته الدينية، أسال الله أن يجزل له الأجر والمثوبة، كما أن له مساهمات وكتابات عن تاريخ الرس وخير دليل مؤلفه (الرس مدينة وأمير) والذي تمت طباعته طباعة أنيقة في طبعته الأولى عام 1429 وقد أهداني نسخة منه احتفظ به في مكتبتي ويحكي الكثير من المواقع التي حدثت بالرس والأمراء الذين تولوا قيادة الرس وإعطاء نبذة عن حياتهم ومواقفهم وعن موقف الرسالمدينة الباسلة في مواجهة حملة إبراهيم باشا والمواقع الأثرية التي لا تزال موجودة.. نقدم العزاء لكافة أسرته وأبنائه وأقاربه، وأسال الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل فبره روضة من رياض الجنة.