من مظاهر عيد الفطر في بلادنا التي توارثها الأبناء عن الأجداد.. «العيدية» وكما هو معروف أن اسم العيدية اشتق من اسم العيد الذي يعود على المسلمين كل عام في ذات الوقت. وعلى الأخص بعد شهر رمضان المبارك. وفي عيد الفطر اعتاد المسلمون كافة والعرب بشكل خاص على تقديم «العيدية» لأبناء الأسرة خصوصًا الأطفال.. وهناك من يقدمها حتى للفتيان والفتيات.. وفي حالات متعدد يقدم الأزواج لزوجاتهم «العيدية» ولكنها قد تكون شيئًا آخر غير المال. عطور أو أجهزة اليكترونية. أو ساعات أو مجوهرات حسب إمكانية الزوج أو حتى الأخ والعكس صحيح.. وباتت: العيدية «أشبه ما تكون بالهدية ولكنها تقدم في مثل هذه المناسبة العظيمة «العيد» وفي عهود غابرة كانت بعض الدول الإسلامية كالعباسية والأموية تقدم «العيدية» لكبار الموظفين من وزراء وكتبه وعمال. ويرفق بها كسوة العيد. وتعد العيدية ومنذ القدم نوعًا من التواصل الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع الإسلامي بدءًا بالدولة ومرورًا بالمواطنين ووصولاً للأسرة الواحدة.. حيث حرص المجتمع الإسلامي على استمرار هذه العادة المحمودة، بل أكَّدوا عليها وهناك من خصص لها أوقافًا معينة للصرف عليها بعد وفاته.. ومن الجميل أن تجد الأطفال فرحين وسعداء وحتى الكبار وهم يتسلمون عيديتهم مهما كان مبلغها صغيرًا أو كبيرًا.. وتعد عادة تقديم «العيدبة» من القيم الاجتماعية التي يحرص عليها أولياء الأمور أو كبير العائلة حيث يسارع ومبكرًا قبل موعد العيد بأيام بأن يصرف مبلغًا من المال على أن تكون الأوراق النقدية جديدة. لتناسب مع فرحة العيد وقيمة العيدية ذات الورقة الجديدة.. حيث يتفاخر ويعتز الحاصل على «العيدية» أن عيدية أوراقها جديدة وبالتالي فهي أكثر تميزًا من عيديات الآخرين.. ولا شك أن العيدية تشكل فرحة للأطفال والكبار على حد سواء. فالطفل يشعر بأن هناك من يحبه ويقدره من خلال إعطائه «العيدية» والأخت أو الزوجة عندما تتسلم «عيدية» زوجها تشعر فيها برسالة عميقة من الحب والوفاء والتقدير فإذا رافق هذه العيدية كلمات. تجسد معاني التقدير والحب فهذا يعد عندها شيئًا كثيرًا.. كونه أمرًا يدخل السرور إلى النفس. ويجدد معاني الوفاء والعشرة وحتى الاحترام والتواصل ما بين الأزواج بعضهم مع بعض ومع أفراد الأسرة.. وفي السنوات الأخيرة انتشرت «العيديات» الجاهزة التي تباع في محلات متخصصة بالهدايا حيث تتوفر مئات الخيارات والمتضمنةبارات ورسومًا وصورًا تعبر عن التهاني والتقدير وحتى التواصل الأسري والاجتماعي. وماذا بعد «العيدية» أشبه ما تكون بالجائزة التي تقدم بعد شهر رمضان وبعد شهر من العبادة المتميزة..