احتفلت بلادنا كعادتها كل عام وفي مناسبة سعيدة كعيد الفطر السعيد بتنظيم احتفالات مختلفة في مختلف مناطقنا ومحافظاتنا، ومن بين هذه الاحتفالات رقصة «العرضة» رقصتنا الوطنية التي ورثها الآباء عن الأجداد. ليستمر الاحتفال بها منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - حيث كان يحرص على مشاركة شعبه وأبنائه رقصها في مناسبتي العيدين.. وعرف عبر الأجيال أن «العرضة» كانت تعتبر رقصة الحرب والسلم والفرح والمشاركة والتواصل بين أفراد المجتمع حيث يجتمع الجميع في إحدى الساحات الشهيرة بالمنطقة أو المدينة ليعبروا عن فرحهم وابتهاجهم بهذه المناسبة أكانت عيداً أم حفلاً اجتماعياً، كما يحدث في بعض الأعراس.. لذلك تكونت في العديد من المدن وحتى القرى فرق شعبية لتأدية هذه الرقصة كونها تحتاج لمن يقوم بترديد الأهازيج والأناشيد وحتى مختارات من الشعر الشعبي الحماسي والذي يتضمن أحياناً إشارات وإسقاطات لبطولات الأجداد في معاركهم الحربية وانتصاراتهم الوطنية وتحقيقهم النجاح في مهمتهم العسكرية كما كان يحدث في بطولات المؤسس خلال توحيده لهذا الوطن الواسع والذي بات كبيراً وقوياً بلحمته ووحدته.. وهكذا باتت «العرضة» الرقصة الرسممية التي حافظ عليها أبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - من الملوك بدءاً بالملك سعود والملك فيصل وخالد وفهد وعبدالله ووصولاً بالملك سلمان - أمد الله في عمره - جميعهم حرصوا على العناية والاهتمام بالعرضة واعتبارها من أهم الفعاليات في مهرجاناتنا الوطنية السنوية كالجنادرية أو ضمن المعارض والمشاركات الدولية والعربية.. بل إنها باتت في السنوات الأخيرة تحظى باهتمام العديد من دول العالم، وعندما يقام مهرجانات عالمية تراثية وفلكلورية تطلب «عرضتنا السعودية» وتوضع من ضمن أولى الفعاليات.. هذا، ويحرص في احتفالية العرضة أن يشارك فيها قادة الوطن. الملك وأخوته الأمراء الكبار والصغار وحتى أعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة. ومن الأشياء الطريفة أن العديد من زعماء العالم شاركوا في الرقص بالسيف خلال رقصة «العرضة» بل هناك من حرص على أن تلتقط له الصور التذكارية خلال ذلك.. وتجدر الإشارة إلى أن «العرضة» تتشابه مع العديد من رقصات دول الخليج إلا في اختلافات بسيطة في الأهازيج أو حتى الحركات والإيقاعات لكنها في الأصل تشبه إلى حد كبير «العرضة»، والجميل أن العرضة تحظى بحضور جماهيري كبير وعلى الأخص في مناسبات العيدين والمهرجاناتلوطنية ليتفاعل معها البعض بالنول إلى ساحة الرقص حاملين السيوف أو الخناجر ومرددين على إيقاع الطبول والدفوف وأصوات الحناجر كلمات الأهازيج والشعر، كل هذا يحدث تحت راية التوحيد التي تسمو خفاقة ويد حاملها بخفر واعتزاز.. وفي مشاهد جميلة يشاهد المشاركون والراقصون وهم يرفعون السيوف ويخفضونها في حركات لا تخلو من دقة وفن وحذر. ومع الأيام راحت الفرق المؤدية لرقصة العرضة الاهتمام بارتداء ملابس خاصة مزدانة بالتطريز والزخرفة المستوحاة من التراث مع وضع الأحزمة الجلدية الخاصة والخناجر الذهبية أو الفضية حسب الفرقة؟