يبدو أن عدوى الشعور بالدونيّة في حضرة (الزعيم) آخذ في التمدد، سواء بالاعتماد على أساليب الإسقاطات والتشويه والتلفيق، أو بالسطو على الألقاب (بالكلام)، بعد أن ظننا أن سقف الوعي قد ارتفع، وأن زمن التضليل والغش واستغفال العامة قد ولّى إلى غير رجعة، ولا سيما في ظل فشل كل المحاولات المماثلة السابقة من لدن بعض الأصوات والأقلام التي ظلت زمناً طويلاً تقتات على فُتات موائد صغار العقول؟! ** الأهلاويون مثلاً: نحترمهم، ونقدرهم بكافة شرائحهم ومقاماتهم، مثلهم مثل باقي مكونات مجتمعنا الرياضي، غير أن ذلك لا يعني الاستمرار في تمرير (الطفح) الذي يتداولونه هذه الأيام عبر بعض وسائل الإعلام عن حكايات وتلفيقات تتحدث عن علاقة الهلال والأهلي بالكثير من التدليس والكذب، ظناً من أولئك البؤساء أنهم بذلك يخدمون الأهلي من خلال الانتقاص من شأن الهلال، وأنهم يرفعون من شأن ناديهم عندما ينسبون له أو لبعض رموزه مآثر وصنائع لا أصل لها، - استفاد منها الهلال بزعمهم - (أيام حفروا البحر)؟!!. ** المضحك إلى درجة السخرية، أن حيثياتهم وأسانيدهم عن تلك (الحكاوي) والتلفيقات، لا تختلف عن أسانيدهم وحيثياتهم عن فرية بطولات الدوري العشر المزعومة، هذا إذا كان لم يرتفع العدد خلال شهر رمضان!!!. ** من الواضح أن صدمة تحقيق الدوري مؤخراً بعد اليأس الذي امتدّ ثلث قرن من الزمان، قد أفقدهم توازنهم فأطلقوا لخيالاتهم العنان، وكثُر لغطهم، ومن الطبيعي أن من كثُر لغطه، كثُر سقطه، وإذا كانوا قد استمرأوا مسألة التطاول على الهلال من منطلق أن الهلاليين قد التزموا الصمت حيال تجاوزاتهم وإساءاتهم بحق الهلال، فإن ذلك لا يندرج ضمن مفهوم (السكوت علامة الرضا)، وإنما هو مراعاة للأوضاع النفسية الطويلة والمزمنة التي يرزح أولئك البؤساء تحت وطأتها، ثم احتراماً لبعض الرموز الأهلاوية الكبيرة التي تستحق الاحترام، وأخيراً على أمل أن يفيق أولئك من حالة النشوة العارمة التي لعبت برؤوسهم، فنسوا أنفسهم وواقعهم؟!!. ** أكثر ما يثير الشفقة على حال أولئك المفلسين هو اعتمادهم على الفهلوة في محاولات تمرير حكاويهم وتلفيقاتهم بحق الهلال، لذلك تجدهم يبالغون في التذكير بأنهم وضعوا اسم الشيخ (عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله) ضمن قائمة الأسماء التي رأست النادي الأهلي، وذلك فقط من باب التلميح إلى أنهم بذلك قد تفضلوا على الشيخ ابن سعيد، وهنا يتجلّى الإفلاس والعبط معاً؟!. ** ذلك أن تدوين اسم الشيخ ابن سعيد (رحمه الله) ضمن قائمة الرؤساء كان ضرورة تتطلبها عملية التوثيق وليس (مكرمة) منهم كما يحاولون تصويرها وتصديرها، هذا جانب، الجانب الآخر : أن من أسّس وترأس كبير آسيا وزعيمها، ونادي القرن فيها لن تضيف له مثل هذه الأشياء الصغيرة أي قيمة تُذكر كما يتخيلون أو يزعمون؟!. ** ثم أننا لو ناقشنا مفهومهم (العبيط) حول هذه الجزئية تحديداً، من أن ثمة (مُتفضِّل) و(مُتفضَّل) عليه، فإننا لن نجد أدنى مشقة في فضح فهلوتهم وعبطهم، فقد عكسوا الآية تماماً، كمن يقدّم الخبر على المبتدأ، أو يضع العربة قبل الحصان!!!. ** بالمناسبة: المرحلة التي ترأس فيها الشيخ (ابن سعيد) للنادي الأهلي في مهمة (إنقاذ)، كانت من أدقّ المنعطفات، وأشدّها مرارة في حلوقهم، ولو كانوا يمتلكون الوسيلة والحيلة لمسحها من الذاكرة لفعلوا، ولكنهم لا يستطيعون.