شدّ السعوديون رواحلهم.. تاركين الاستراحات على أطراف المدن.. أطلالاً يستوقف حرّاسها العابرين بدموع الذكرى وحنين التذكر.. قاصدين قبيلة «الواتساب».. فإذا بمضارب القبيلة تشعل نار المقاطع الصوتية والمرئية وتوقد السمر وحكايا السمار وصورهم و(سيلفياتهم).. حتى بات النزيل الافتراضي في القبلية الخضراء.. رهين مضارب الأهل والأصدقاء والعمل والجيران وزملاء الدراسة وربما الغايات والغوايات الأخرى.. إلا أن عرباناً آخرين نزحوا إلى «شعيب» الوظيفية والمهنية.. فضربوا أطناب خيامهم لمشتركات المهنة والاتجاه الخلاّق.. متجاوزين سلبية الاستخدام لهذا التطبيق / الوسيلة.. المتمثلة في كمية الوقت المهدر في بث مضامين غير عملية وغير منتجة.. فضلاً عن انتشار سلوكيات وأخلاقيات مرفوضة على مختلف المستويات.. الأمر الذي دفع بالعديد من التكوينات التي تشترك ضمن إطار مهني محدد أن تتجه إلى الإفادة الإيجابية من هذا التطبيق.. عبر إنشاء مجموعات «قروبات» مهنية وظيفية متخصصة في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية والاجتماعية.. التمدّد الرهيب لوسائط ومنصّات النشر الإلكتروني ينتج تحولات جذرية ومفصلية في مختلف تفاصيل حياة الناس وأنشطتهم وتفاعلاتهم.. لكن الاتجاه الأحدث والأبرز في ذات الآن يتهادى نحو أجهزة الموبايل أو الهاتف الذكي.. يأتي هذا بالنظر إلى نسب النمو والانتشار المتسارع على مستوى العالم الذي قفز فيه عدد الهواتف الذكية من أقل من 150 مليون هاتف ذكي في العالم 2008 إلى 1.5 مليار هاتف 2014 إلى 2.5 مليار وفق ما تشير التقديرات في 2017.. التقديم أعلاه مجتزأ من تقرير نشرته «الجزيرة الثقافية» قبل عامين.. اليوم برزت بصورة جلية الاتجاهات الوظيفية المنبثقة من هذا التطبيق عبر عدد من القروبات أو المجموعات المتخصصة.. منتدى أسبار الإلكتروني.. يأتي في طليعة تلك المنتديات الإلكترونية الجادة «منتدى أسبار الإلكتروني» المنبثق عن مركز أسبار للبحوث والدراسات والإعلام الذي يرأسه الدكتور فهد العرابي الحارثي.. بل يعد للمنتدى ريادته المهنية في تحقيق الشرط الوظيفي العلمي الخلاّق في سياق الحديث عن تكوينات تطبيقات وسائط الاتصال الشخصي الإلكترونية.. «منتدى أسبار الإلكتروني» يسعى إلى استثمار بيئة الاتصال الإلكتروني لإنتاج حالة معرفية إيجابية من خلال نخبة ثقافية فكرية مميزة في مختلف حقول المعرفة.. ينهض منتدى أسبار الإلكتروني عبر نظام عمل وآليات إنتاج محددة تعتمد فكر المؤسسة المقنن.. في خطوة تحلق بالمنتدى نحو أداء عملي منضبط بأدوات القياس والرقم والنتيجة بعيداً عن العشوائية والتخبط والعبث.. حيث يباشر المنتدى أداءه عبر عدد من اللجان المشكلة من الأعضاء.. المنتدى عقد قبل أيام لقاءه السنوي الثاني بحضور أكثر من 50 مشاركاً ومشاركة من أعضائه من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، بدعوة من رئيس مركز أسبار الدكتور الحارثي بفندق شيراتون الرياض.. وتخلل اللقاء برنامج عمل واستعراض لمنجزات المنتدى التي تمثلت في إنتاج أكثر من عشرة مؤلفات نوعية شملت موضوعاتها السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والفن وغيرها.. كما استعرض الاجتماع اللقاء الشهري واستعرض خطوات ترتيب المؤتمر السنوي الدولي الكبير المقرر عقده نهاية العام الجاري.. كما شهد اللقاء تكريم عدد من أعضاء المنتدى.. يشار إلى أن أعضاء المنتدى يناهز عددهم حالياً 70 عضواً يتم تحديث تفاعلهم وحضوهم بصورة دورية وجادة من قبل الهيئة الإشرافية التي يرأسها حالياً الدكتور عبدالله الحمود خلفاً للدكتور حسين الحكمي وقبله الدكتور عبدالله الحمود المتخصص في الإعلام.. منتدى حقول المعرفة.. «منتدى حقول المعرفة» أسسه الشاعر الأستاذ نايف الرشدان.. يضم في عضويته أكثر من 200 عضو.. في مختلف المجالات والتخصصات.. يقول الرشدان: لما كان القروب يزخر بأسماء ثقافية كبيرة.. وجدت من المناسب استثمار وجودهم وبلورة أفكار ورؤى متناثرة لتكون منتظمة في عقد معرفي علمي وثقافي.. لاسيما أن لدينا أطباءً وعلماءً ومفكرين وأدباءَ ومثقفين قانونيين وإعلاميين.. ويتم الطرح من خلال التسجيل الصوتي ثم تتوالى التعليقات والمداخلات الكتابية حولها.. ويضيف الرشدان: وضعنا جدولاً استضفنا من خلاله الدكتور عيد اليحيى للحديث عن برنامجه على خطا العرب.. واستضفنا على مدار ليلتين حواراً مع البروفسور اللواء خلف بن ردن خال العالمة المعروفة غادة المطيري والاستشاري الشهير في مجال المخ والأعصاب وكان حواراً طبياً صحياً علمياً مثيراً أفاد منه المتلقون والمتلقيات.. كذلك طرحنا (الإعلام الجديد: تساؤلات في الوعي والهوية) من خلال إشكالية المفهوم والممارسة وصناعة الفكر في العصر الرقمي وإشكاليات الفضاء الإلكتروني بين المعلومات والوعي وحال المثقف وإغواء الجماهير الإلكترونية وأزمة النخبة في المشهد الإلكتروني.. يواصل الرشدان: أيضاً طرحنا قضية: (تفاعل الأندية الثقافية مع رؤية المملكة الجديدة 2030).. كما خصصنا لقاءً مع الأستاذ عبدالله الناصر.. وأيضاً ندوة (اللغة العربية.. الفاعلية والإشكال) وكذلك ندوة (التغذية والطب البديل).. وحواراً مفتوحاً مع الدكتورة فاطمة باعثمان حول (الذكاء الصناعي) ولقاءً بعنوان (إيقاف نزيف العمر بإيقاف المخدرات).. كما تطرق المنتدى ل (دور الأندية الأدبية مع رؤية المملكة الجديدة) وأيضاً موضوع (القيادات النسائية في المملكة) كما أن هناك ندوة لمستقبل العمل الروائي.. وكذلك حوار مع العقاري د. خالد الحميضي.. وأمسية شعرية جاءت على جزأين شارك بها كبار الشعراء.. كما شهد المنتدى نقاشاً معمَّقاً حول التطرف والإرهاب. عن واتس آب أحد أهم التطبيقات الإلكترونية الموبايلية إن صح التعبير انتشاراً وتأثيراً هو «واتساب» (WhatsApp) من العبارة الأمريكية Whats Up ومعناها «كيف الحال» وهو تطبيق تراسل فوري محتكر ومتعدد المنصات.. تأسست WhatsApp في عام 2009 من قبل الأمريكي بريان أكتون والأوكراني جين كوم لتعلن عبر تويتر مطلع 2014 أن سجلاتهم اليومية قد وصلت إلى 27 مليار رسالة.. تبع هذا شراء «الواتساب» من قبل شركة الفيس بوك بمبلغ 19 مليار دولار أمريكي.. في صفقة أحدثت جدلاً اقتصادياً وسياسياً وإلكترونياً واسعاً للغاية.. ويتركز الحديث حول الانعكاسات الاجتماعية والوظيفية والمهنية لتطبيق «الواتساب» وهو ما لم يتحدد بصورة دقيقة عبر أبحاث ودراسات علمية منهجية إلا في حدود ضيقة جداً مثل دراسة الأستاذ عيسى المستنير - وهو حاصل على الماجستير جامعة موناش الأسترالية -.. الذي درس آثار «الواتساب» على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الصغيرة والأسرة الممتدة وبين الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل.. على المستوى الوظيفي يمكن استخدام «واتساب» لتحقيق وظيفة محددة ضمن إطار مشترك يجمع أعضاء المجموعة «قروب».. وهو وفق هذا المحدد يمكن أن يصنف ضمن أشكال الاتصال الجمعي الذي يتوسط الشخصي والجماهيري عبر اتجاهه إلى جمهور محدد ضمن إطار زماني ومكاني محدد أيضاً إذا سلمنا بالوجود أو المكان الافتراضي.