وكما هم جماعة الإخوان دائماً، أعلن «موسى أبو مرزوق» الحمساوي الإخواني، انحيازه لإيران، عدونا الأول، قائلاً: (لم يصل أحد لما وصلت إليه إيران في دعم قضيتنا)، متجاهلاً مواقف المملكة ودول الخليج في دعم قضية فلسطين عن قصد؛ هذا التصريح كان تصريحاً ابتزازياً قذراً، على عادة فصائل الإخوان معنا دائماً؛ فهم ينتهزون الفرصة كلما لاحت، ليحولوا أزماتنا مع الفرس إلى دجاجة تبيض لهم ذهباً من الطرفين؛ وكلما ازداد مستوى التصعيد بيننا وبين العدو الفارسي، مدّ حمساوي عنقه، واختلق مناسبة، ثم صرح بتصريح تفوح منه رائحة الابتزاز القذرة؛ فحواه الحقيقية (إياك أعني واسمعي يا جارة). وغني عن القول إن المملكة ودول الخليج ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية، لكن من خلال السلطة الفلسطينية، الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وليس من خلال هؤلاء (التجار) المتأخونين، الذين يُعشش النفاق والابتزاز والوصولية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، في كل ذرة من ذرات عقولهم. حماس، والحمساويون، كان رهانهم على تعاطف كثيرين معهم في المملكة والخليج رهاناً خاسراً، فقد اتضح أن هذا الطيف الذي كان متعاطفاً مع حماس، لم تعد تنطلي عليه تلك الألاعيب البهلوانية المفضوحة؛ فقد صرح واحد من كبار من كانوا يقفون معهم ويساندونهم في المملكة، وهو الشيخ «ناصر العمر» في تغريدة له على حسابه في تويتر غاضباً من مواقف حماس الداعمة للعدو الفارسي بما نصه: (علاقة حماس بإيران الصفوية خطأ شرعي وسياسي كبير، فكيف تضع يدها بيد من يحارب الإسلام وأهله ويحتل ديارهم «وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ»..). التغريدة في رأيي ومن هذا الشخص بالذات، لها أبعاد ذات دلالات، أهمها أن من كان الحمساويون ينتظرون منهم العون والمناصرة والتأييد، تخلوا عنهم بعد أن اتضحت لهم مساوماتهم الحقيرة على مواقفهم ومبادئهم، فظهروا كالذين شروا الضلالة بالهدى، أو كمن (يتولى) يوم الزحف الأكبر. هذه المواقف الانتهازية، وردود أفعالها غير المدروسة جيداً، لها سوابق من أبو مرزوق ذاته، ومن حماس أيضاً. فقد طالب يوماً، وفي تصريح رسمي مشهور، الإماراتيين قائلاً: (لماذا لا تتنازل دولة الإمارات عن الجزر المحتلة من قبل إيران، (كرمال) تحرير فلسطين!!. هذا الموقف الابتزازي من أبي مرزوق ومن ورائه كوادر حماس، يفضح هؤلاء المتأسلمين، ويبين أجندتهم الحقيقية؛ تماماً مثلما قلب جماعة الإخوان للمملكة ظهر المِجَن، عندما آزروهم ودافعوا عنهم وحموهم أيَّام كان الرئيس عبد الناصر يلاحقهم؛ وكما أقول وأكرر إن جماعة الإخوان، وحماس من ضمنهم، ليسوا بأصحاب مبادئ، لكنهم يتاجرون بقضيتهم، ويتجهون مع مصالحهم المادية حيث اتجهت، أما القضية الفلسطينية ذاتها فهي ليست سوى (مطية) يمتطونها لتحقيق مآربهم الشخصية؛ لذلك أقولها مباشرة ودون مواربة: إن قضية فلسطين ستبقى ثابتة تراوح في مكانها، لأن استمرارها في وضع (اللا سلم واللا حرب) وراءه من يحولونها إلى تجارة مزدهرة تملأ جيوب سياسييها ذهباً، أما القضية ذاتها، والإِنسان الفلسطيني، وما يعانيه من مرض وفقر وجوع وعوز وقبل كل ذلك تخلف، فهذه أمور لا قيمة لها في حساباتهم. إلى اللقاء