التكافل والتعاون، والتكامل الاجتماعي الإنساني والاقتصادي، شكل من أشكال القوة، والأمن الداخلي، فكلما كانت علاقاتنا البينية قوية ومتسامحة، وقائمة على الإيثار والتضحية، كلما ساهمنا كمواطنين ومسؤولين في حماية نسيجنا الداخلي وأمننا الوطني، والتكافل ليس مقصوراً على الأسرة والعائلة والمنطقة، بل على جميع أبناء الوطن، والمقيمين فيه، فهي جزء رئيس من رسالتنا الإسلامية، وجزء من إنسانيتنا التي نعمل على صيانتها دائماً. فمن نعم الله علينا أننا بلد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويطبِّق الشريعة الإسلامية، ويدعم الأعمال الخيرية، والصدقة والوقف جزء رئيس من اقتصاد الوطن، وأن تطوير هذه المؤسسات وتمكينها سيكون بمثابة أداة مؤثِّرة على مكافحة البطالة والفقر، وصيانة الأمن الاجتماعي وتعظيم روابط العلاقات والتواصل الإنساني، وإشاعة الأمان بين الناس، ولهذا فإن للصدقة مردودًا عظيمًا لا يتوافر للعديد من المجتمعات. وانطلاقاً من التوجهات السليمة من ولاة الأمر - حفظهم الله - وما يولونه من دعم للجمعيات الخيرية في كافة أنحاء المملكة، وحرصهم على توفير البيئة المناسبة للمواطن من تعليم وسكن وخدمات صحية، وأعمال خيرية، ومساعدة للفقراء والمحتاجين، فقد نظمت (جمعية البر الخيرية في المجمعة) على شرف سمو محافظ المجمعة، وأعيان المحافظة حفل اللقاء الرمضاني الثاني لأهالي محافظة المجمعة المقيمين في الرياض للتعريف ببرامج وأنشطة الجمعية، وذلك مساء الأحد الماضي في قاعة المقصورة بالرياض. (فجمعية البر الخيرية في المجمعة) تقدم خدماتها إلى أكثر من (550 أسرة) وترعى الكثير من البرامج مثل برنامج كسوة الشتاء، وتفريج كربة، وإعانة الزواج، والحاج والمعتمر، والسهم المدرسي وتشارك في عدة مراكز مثل مركز المستودع الخيري، وسعداء للتنمية، والترفيه والمتابعة للأيتام وحياة للمتعافين من الإدمان، ومغسلة الأموات، وهناك أيضاً وقف الخير الأول، والثاني والثالث والرابع، وبرامج إعلامية، وثقافية واجتماعية، ولديهم أيضاً مشاريع مستقبلية ضخمة مثل سوق المستقبل، والعمائر السكنية. لذا ينبغي من جميع الشركات ورجال الأعمال وبخاصة أهالي محافظة المجمعة إعادة النظر في أعمالهم الخيرية، ودعم المسؤولية الاجتماعية، وتقديم الدعم المالي والمعنوي (لجمعية البر الخيرية في المجمعة) من أجل التخفيف عن فقراء ومساكين محافظة المجمعة، وزيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية عن طريق التبرع للجمعية، أو المشاركة في بعض برامجها وأنشطتها، ودعم الوقف والأعمال الخيرية التي ترعاها الجمعية. حيث إن الملاحظ أن الجمعيات الخيرية في كافة أنحاء المملكة تشرف عليها وزارة العمل والتنمية مشكورة على ذلك، وتدعمها بالقليل من المال، لكن الوضع الحالي للجمعيات الخيرية متواضع جداً، وغير مُرضٍ، لأنهم يتخذون من البيوت المستأجرة مقراً لهم، وهناك الكثير من المصاعب والمعوقات المالية التي تواجه هذه الجمعيات، فدعمهم ومساندتهم مالياً، ومعنوياً واجب إنساني ووطني، يستوجب النظر إليه في إطار مجموعة الأهداف والمقاصد، والرسالة التي تقوم بها هذه الجمعيات التطوعية والخيرية. وعليه فإن دعم رجال الأعمال والشركات والبنوك لجمعيات البر الخيرية في جميع أنحاء المملكة هو تعبير حقيقي عن إنسانيتنا وكرامتنا، وعن واجب وطني مهم نحتاجه دائماً، ونحرص على رعايته، والاهتمام به، وزرعه في نفوس وعقول أبنائنا وشباب وشابات الوطن، فالغرب تقدم مسافات كبيرة في العمل التطوعي والإنساني، وجعل من هذه الأمور ثقافة، وتقاليد إنسانية ووطنية سامية. كما نتمنى من جميع أهالي محافظة المجمعة دعم (جمعية البر الخيرية في المجمعة) مالياً ومعنوياً، حيث إن هدفهم خيري، وإنساني ونبيل، ونأمل من جميع الأغنياء والموسرين والمؤسسات العامة والخاصة، ورجال الأعمال والصحافة، والإعلام المرئي والمسموع، وقنوات التواصل الاجتماعي بذل الجهد، والتفاعل الجاد مع مساعيهم الحميدة والخيرة، لأن ديننا الإسلامي يحثنا على فعل الخير، ودعم المحتاجين. لقد سعدنا بلقاء راعي الحفل سمو الأمير عبد الرحمن الفيصل محافظ المجمعة، ووجهاء المحافظة معالي الشيخ عبد الله الركبان، والشيخ محمد الصالح، ومعالي المهندس عبد العزيز التويجري والأستاذ عبد الله الربيعة محافظ القويعية، ورجل الأعمال إبراهيم الموسى، وما شاهدناه من حسن تنظيم في حفل الجمعية، الذي أثلج صدورنا، ويستحقون عليه الشكر، وبخاصة رئيس الجمعية الأستاذ توفيق العسكر، والأستاذ محمد التركي، والشكر موصول لجميع أعضاء مجلس الإدارة ولكل من ساهم في دعم الجمعية مالياً ومعنوياً، وكل عام وأنتم بخير.