قصة تعليم الفتيات في السعودية وما واجهتها من تحديات وصعاب رويت كثيرا وما زالت تتصدر الحديث في الإعلام. جلّ فصول الرواية سلطت الضوء على الرجال الذين ساهموا في افتتاح مدارس للفتيات وتوعية المجتمع بأهمية تعليم الفتيات، وتجاهلت رواية أسماء نساء فاضلات ساهموا في افتتاح أول مدرسة للفتيات رغم الموقف الرافض لتعليم الفتيات. فقيدة الوطن والتعليم الأميرة حصة بنت سعود -رحمها الله- - الابنة الرابعة للملك سعود- كان لها الريادة في افتتاح مدرسة للبنات في منطقة نجد عام (1951) م. وفقا لموقع الملك سعود بادر الملك سعود خلال توليه ولاية العهد بتعليم بناته ليكون قدوة للمجتمع الرافض لتعليم الفتيات، وممهدا لافتتاح مدارس للبنات في المملكة العربية السعودية. في البداية استقدم معلمتين من مصر لتعليم بناته القرآن الكريم عام (1947) م. اجتهدت المعلمتان في تعليم بنات الملك سعود مبادئ القراءة والكتابة، مما أغضب والدهن عندما علم بأن الأميرة حصة تعلمت إمضاء اسمها فأقفل المدرسة. استمرت الأميرة حصة وأخواتها بإقناع والدهن لإعادة افتتاح المدرسة عام 1951م ، وكانت تلك نقطة الانطلاق لافتتاح معهد الكريمات بالرياض كأول مدرسة للبنات في نجد، وأول مدرسة تحتوي على المرحلة الثانوية على مستوى المملكة. جهود الأميرة حصة -رحمها الله- لم تتوقف بعد افتتاح معهد الكريمات، حيث واصلت جهودها في توفير الفرصة لعدد كبير من المواطنات للالتحاق. انبثقت فكرة مبرة الكريمات لسد العجز في استيعاب عدد كبير من الطالبات في معهد الكريمات. اجتهدت الأميرة حصة وأخواتها في نيل موافقة الملك سعود لتأسيس مدرسة لليتيمات بالرياض. واجهت المبرة العديد من المشاكل من أبرزها إيجاد طالبات للدراسة في القسم الداخلي، كما واجهت الأميرة حصة المشرفة العامة للمبرة الرفض والتهديد معا من قبل الأهالي. بعد عام تقريبا خفت صوت المعارضة بفضل تقبل بعض الأهالي لتعليم الفتيات ومساندة الملك سعود لبناته في مشروعهن التنويري. استمرت المبرة حتى عام 1964م، لتضم بعدها إلى مدارس الرئاسة العامة لتعليم الفتيات باسم المدرسة السادسة عشر في حي المربع. الأميرة حصة خلدت بمبادرتها تاريخا مشرفا في مسيرة المرأة السعودية في التعليم، ينبغي أن يظل خالدا وحاضرا في لفتة تكريمية لاسمها وإن كانت متأخرة من قبل وزارة التعليم. حصة آل سعود قصة تستحق أن تروى وتخلد كقدوة وملهمة للفتيات.