مُنافسة «فنية» من طرف واحد، تلك التي تجمع عبدالله السدحان بناصر القصبي؛ هذه المنافسة زادت شراستها وحدتها بعد انفصال الطرفين وخلافهما الذي (تأجج) في الثلاث سنوات الأخيرة، وبطبيعة الحال من إيجابيات هذا الخلاف التنوّع في الطرح، وبالتالي خيارات جديدة للمتلقي. هذه السنة اختار السدحان أن يطل على جمهوره عبر القناة السعودية الأولى بمسلسل (مستر كاش) في وقت الذروة أي خلال وقت الإفطار، والعمل يشارك فيه مجموعة من النجوم منهم ليلى سلمان، محمد العيسى، علي المدفع وآخرون. ما يؤخذ على السدحان ويُعاب عليه كثيراً، أنه مازال يعيش في جلباب «طاش ما طاش» في شخصياته وطريقة تقمصه لها ومعايشته للدور، وكذلك في حركاته وإيماءته؛ ولغة الحوار المستخدمة في النص الدرامي. كما أن العمل لم تتضح فيه التكلفة الإنتاجية، ما يؤكد أن معظم المشَاهد التي تم تصويرها تمت من خلال الحد الأدنى للكلفة الإنتاجية، وهذا مؤشر سلبي يؤخذ على فريق العمل وعلى رأسهم المخرج، وكذلك المنتج المنفذ، لأن الأعمال الدرامية تتسابق في إبراز المشهد الدرامي أو الكوميدي، ليكون في أفضل حالاته أمام المتلقي؛ الذي لا تخفى عليه الأمور الآن، بسبب تتطور وعيه، وبفضل وجود وسائل التقنية الحديثة بأنواعها، وبالتالي ما يقدم يجب أن يكون في مستوى التطلعات والآمال، وإلا لن يتم الالتفات له من قبل الجمهور. وفي الجهة الأخرى المُنافسة نجد الفنان ناصر القصبي عبر شاشة mbc يُقدم مسلسل (سيلفي) للعام الثاني على التوالي، برفقة فريق عمل متمكن من أدواته. نُشاهده (خلع) جلباب «طاش ما طاش»، وتجاوزها بمراحل، وذلك من خلال تقمصه لشخصيات جديدة (مُبتكرة) ومُختلفة، أسهمت في زيادة أسهمه في (بورصة) الفن وأهله، ما جعل المتلقي يتفاعل وبحماس مع العمل، وينجذب إلى أحداثه ويطرح آراءه وردود فعله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الآن مقياساً الآراء المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته العمرية. فريق عمل (سيلفي) نجد بينهم ألفة و(كيمياء) تفاعلية إيجابية بين الشخصيات المُشاركة، سواء كانت شخصيات رئيسة أو مُساندة، وهناك مجموعة من الحلقات التي تؤكد ذلك منها على سبيل المثال لا الحصر؛ «القرن القادم» و»على مذهبك» و»السياحة». ما يُحسب لفريق عمل «سيلفي» التكلفة الإنتاجية الضخمة التي بانت ملامحها على المشَاهد الدرامية، التي تم تصويرها سواء الداخلية أو الخارجية، ما يؤكد رغبة الجميع في هذا العمل على أن يظهر في أفضل حالاته وأبهى الصور الإخراجية. إذاً، وفي خلاصة المقارنة نجد أن القصبي تفوق فعلياً وبلغة الأرقام على السدحان، سواء في نسبة المشاهدة العالية التي حصدها سيلفي عبر شاشة mbc، وكذلك من الناحية المهنية؛ لأن القصبي من الفنانين «المتمكنين» من أدواتهم الفنية، ولديهم القدرة على المزج بين الأفعال الكوميدية والتراجيدية؛ بطريقة مُبهرة ومُقنعة في ذات الوقت. بينما نجد السدحان تأخر كثيراً في اللحاق برفيق دربه بسبب عدم تطور أدائه وكذلك غياب (الألفة) والانسجام بين فريق عمل مسلسل (مستر كاش).