قتل تسعة مدنيين الجمعة في قصف جوي ومدفعي استهدف الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا غداة إعلان موسكو عن هدنة لمدة 48 فيها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «قتل ثمانية مدنيين، بينهم خمسة في حي القاطرجي وثلاثة في حي طريق الباب، في قصف جوي لقوات النظام بالبراميل المتفجرة، كما قتل آخر في قصف مدفعي استهدف طريق الكاستيلو». وأشار عبد الرحمن إلى «إصابة حوالي 20 آخرين بجروح»، كما ان من بين القتلى «طفلا واحدا على الأقل». وشهدت الأحياء الشرقية هدوءا طوال الجمعة ليستأنف القصف الجوي عصرا حيث استهدف مناطق سكنية في حيي القاطرجي وطريق الباب، وفق مراسل فرانس برس في الجهة الشرقية. وتعد الأحياء الشرقية بحكم المحاصرة منذ مطلع الشهر الحالي مع استهداف قوات النظام أي حركة على طريق الكاستيلو، وهي طريق الإمداد الوحيدة المتبقية لهذه الأحياء باتجاه غرب البلاد. وردا على هذه الغارات قصفت الفصائل المعارضة بالقذائف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، بحسب المرصد. واتى هذا القصف المتبادل غداة إعلان موسكو عن هدنة جديدة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من الخميس «بهدف خفض مستوى العنف المسلح وتهدئة الوضع». ومنذ سقوط اتفاقات تهدئة فرضتها موسكو وواشنطن اثر انهيار اتفاق لوقف الأعمال القتالية بدأ تنفيذه في مناطق عدة في سوريا منذ 27 شباط / فبراير وتحديدا في حلب، تتعرض المدينة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على أحيائها لقصف كثيف. وتستهدف قوات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ الأحياء الشرقية فيما تطلق الفصائل المعارضة عشرات القذائف على الأحياء الغربية. ولم يعلن أي طرف انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية بالكامل رغم سقوط 300 قتيل خلال أسبوعين في حلب بعد نحو شهرين على تطبيقها، ما دفع راعيي الاتفاق، الولاياتالمتحدة وروسيا، إلى الضغط من أجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.