تواجه قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في مدينة سرت مقاومة شرسة من قبل عناصر تنظيم داعش لمحاولتها اقتحام المناطق السكنية التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في وسط المدينة الساحلية. وحققت القوات الحكومية تقدما سريعا في عملياتها العسكرية في (450 كلم شرق طرابلس) الأسبوع الماضي تحت غطاء الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة حيث تمكنت من استعادة السيطرة على المطار والميناء. لكن هذا التقدم بدا يتباطأ مع وصول قوات حكومة الوفاق الى مشارف المنطقة السكنية الممتدة من وسط مدينة سرت الى شمالها، لتتحول المعركة الى حرب من منزل الى منزل في مواجهة قناصة تنظيم داعش والعبوات التي زرعها في الاحياء. ويتحصن مقاتلو التنظيم المتطرف في المنازل ويعتمدون بشكل رئيسي على السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون وتنطلق من الاحياء السكنية مستهدفة تجمعات القوات الحكومية. و لقي 4 عناصر مصرعهم وأصيب 17 آخرين من قوات «البنيان المرصوص» التابعة للمجلس الرئاسي الليبي جراء الاشتباكات الجارية مع تنظيم «داعش» الإرهابي بمدينة سرت. من جهة أخرى أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، استمرار المجتمع الدولي في دعم الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات «كإطار شرعي وحيد للعملية السياسية دون أي تغيير في بنوده». وقال «كوبلر»، خلال لقائه مع عبد الرحمن السويحلي رئيس مجلس الدولة بالعاصمة طرابلس، أن الاتفاق السياسي والأجسام المنبثقة عنه «تستمد شرعيتها من الليبيين أنفسهم»، مُعترفًا «بتقصير حكومة الوفاق الوطني في الجوانب الإنسانية والخدمية حتى الآن».