عندما صدر الأمر السامي الكريم بتعيين معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة, بدأ عصر جديد في مسيرة هذه الوزارة, فبعد أن كانت اهتمامات الوزارة تقتصر على التجار وتنظيم تجارتهم أصبحت الوزارة تهتم بالمستهلكين وحماية حقوقهم, وبعد أن فشلت الوزارة في عهد غالبية وزرائها السابقين في حفظ حقوق المستهلك أمام تجاوزات البعض من التجار, جاء توفيق الربيعة ليكون نصيراً للمستهلكين, جاء توفيق الربيعة ليضرب بيد من حديد على كل من يتجاوز من التجار ويلحق الضرر بالمستهلكين ومع ذلك توفيق الربيعة لم يكن قاسياً على التجار أو متجاوزاً بحقهم, وكل ما عمله هو تفعيل العقوبات التي تتضمنها الأنظمة التجارية وتطبيقها على كل من يتجاوز من التجار دون استثناء, ولم يكن يجامل أحداً منهم, ولذا كان لوزارته النجاح وكان معاليه محلاً للثقة التي طرحها فيه ولاة الأمر، فلماذا نجح توفيق الربيعة في وزارة التجارة؟ نجح الربيعة لأنه وضع مصلحة المواطن فوق أي اعتبار. نجح الربيعة لأنه يدرك بأن ولاة الأمر عندما عينوه في هذا المكان كان من أجل خدمة المواطنين جميعاً وليس فقط التجار. نجح الربيعة لأن لم يحابي التجار ومصالحهم على حساب مصلحة المستهلكين. ونجح الربيعة لأنه حرص على تضمين الأنظمة واللوائح التجارية بالعقوبات الكفيلة باحترام تلك الأنظمة واللوائح وذلك لإيمان معاليه بأن التجار لن يحترموا تلك الأنظمة واللوائح طالما إنها غير مدعمة بمثل تلك العقوبات. ونجح توفيق الربيعة لأنه كان حريصاً على تطبيق الأنظمة واللوائح التجارية على جميع التجار دون محاباة أو مجاملات لأحدهم. ونجح الربيعة لأن لم يكن يوماً يحرص على تلميع نفسه أو وزارته إعلامياً, وإنما ترك أعماله وإنجازاته تتحدث عنه. لقد غادر معالي الدكتور توفيق وزارة التجارة وجميع المستهلكين من مواطنين وغير مواطنين يتمنون لو أن لم يغادر, وهذا ليس تقليلاً من معالي الدكتور ماجد القصيبي فأنا على يقين بأن معاليه سيسير على نفس النهج الذي كان عليه سلفه الدكتور الربيعة. لقد غادر توفيق الربيعة وزارة التجارة وغالبية التجار يذكرونه بالخير لأنه استطاع أن يحمي قطاعهم التجاري أمام تجاوزات القلة من التجار المتجاوزين الذين لا يترددون في ارتكاب مختلف المخالفات التجارية وإلحاق الضرر بالمستهلكين في سبيل إرضاء جشعهم وزيادة أرباحهم غير المنطقية. لقد غادر توفيق الربيعة وزارة التجارة, وجميع موظفي الوزارة يتأسفون على رحيله, فقد كان قمة في التواضع مع الجميع لا يترفع على أحد منهم ولا يسيء لآخر بشتم أو رفع صوت كما يفعل بعض المسؤولين وهم قلة. ختاماً, في الوقت الذي نتأسف كثيراً على مغادرة الدكتور توفيق الربيعة لوزارة التجارة, إلا أن ما يخفف من وقع ذلك علينا أمران: الأول: أن الدكتور توفيق الربيعة سيتولى دفة وزارة الصحة, والجميع يتوقع من معاليه أن يكرر نفس النجاحات التي حققها في وزارة التجارة. الثاني: أن من سيتولى دفة وزارة التجارة هو معالي الدكتور ماجد القصيبي, وقد عرف عن معاليه الطيبة والتواضع مع الجميع ولكن عرف عنه أيضاً الحزم والقسوة مع كل من يقصر أو يتجاوز سواء مع التجار أو مع منسوبي وزارته, وما من شك أن النجاحات المرموقة التي حققها معاليه طوال مسيرته العملية في محطات مختلفة في القطاعين الحكومي والأهلي تجعلنا نتفاءل بأن تستمر وزارة التجارة في جهودها المميزة التي يشهد لها الجميع.