انسجاماً وتماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أطلقها ولي ولي عهد المملكة حفظه الله، والتي لفتت انتباه العالم لهذا التحول الكبير في تاريخ المملكة الحديث، أبت منظمات المجتمع المدني وعلى وجه الخصوص مجال العمل الخيري إلاّ أن يكون لها دور بارز في نهضة هذا الوطن الحبيب. فقد دشنت الجمعية الخيرية لتطوير وتنمية العمل التطوعي بمنطقة القصيم (تطوير) مشروع (خبراء إدارة الجودة للجمعيات والمؤسسات الخيرية بمنطقة القصيم) بمبادرة من مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية كجهة ممولة للمشروع، وبيت الخبرة الدولي للتطوير الإداري (IEHAD) إحدى شركات المهاد العربية للتميّز كجهة استشارية لتنفيذ المشروع، وذلك في قاعة النادي الأدبي ببريدة برعاية مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالقصيم الدكتور إبراهيم الضبيب. ابتدأ الحفل بكلمة جمعية (تطوير) ألقاها نائب مجلس الإدارة المهندس فهد العجاجي الذي قدم شكره لمؤسسة السبيعي الخيرية الرائدة في البرامج النوعية، كما أثنى على عمل الجهات الخيرية في المنطقة ورغبتها الكبيرة في التطوير، والذي عكسه الحضور الكبير لهذا التدشين. بعدها ألقى الدكتور مصطفى المومري عضو مجلس إدارة المهاد العربية للتميز كلمة بيت الخبرة الدولي، وأبدى إعجابه بالعمل الخيري بالمنطقة، كما تطرق لأهمية تطبيق الجودة في العمل الخيري. ثم بدأ عرض تعريفي بالمشروع من حيث الفكرة والأهداف ومراحل التنفيذ وشروط المشاركة وآلية ترشيح الجهات الخيرية. ثم تمت مراسم توقيع عقد شراكة تنفيذ المشروع بين جمعية (تطوير) ومؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية وبيت الخبرة الدولي. وعقب مراسم التوقيع أبدى علي النغيمشي المدير التنفيذي لجمعية تطوير أهمية هذه البرامج والمشاريع لتجويد وتطوير الأداء المؤسسي للعمل الخيري، والتي تعتبر أحد أهداف جمعية ( تطوير ). وفي آخر فقرات الحفل تم تقديم محاضرة تعريفية لمدة 50 دقيقة بعنوان « تطبيقات إدارة الجودة في العمل الخيري بناءً على المواصفات الدولية ISO.9001:2015» إذ يهدف هذا المشروع إلى تأهيل أكثر من 30 خبيراً في إدارة الجودة (ISO.9001:2015) لأكثر من (15) جهة خيرية. حيث سيعملون على بناء نظام إدارة الجودة الإدارية في مؤسساتهم بما يُسهم في تطوير الأداء فيها. وما يميّز هذه النسخة عن سابقتها أنه سيتم التركيز بشكل أكبر على التدريب الميداني والتدريب على رأس العمل من خلال زيارة الخبراء والاستشاريين للمشاركين في مقار عملهم حتى يتم الانتهاء من تأهيلهم لمؤسساتهم والتأكد من تطبيق نظام إدارة الجودة، ومن ثم استدعاء الشركة المانحة لعمل المراجعة الخارجية ومنحهم شهادة الجودة وفق المواصفة القياسية العالمية (ISO.9001:2015). إن هذا المشروع لم يصمم على أساس تأسيس مشروع لجودة وتطوير الأداء فحسب وإنما كانت الرؤية هي كيفية المحافظة على استدامة المشروع، فكان التركيز على تأهيل كوادر تلك الجمعيات لتبني الجمعيات مشاريعها بذاتها بدلاً من الاعتماد على جهات خارجية تعمل على تأسيس نظام إدارة الجودة. في الوقت الذي تسعى أغلب المؤسسات الحكومية والتجارية إلى السباق للحصول على شهادات التميز والجودة في مجال أعمالهم - نظراً لحجم المنافسة ولما يُكسب هذه المنظمات من احترام وموثوقية لدى الآخرين بأنظمتها الإدارية والمهنية. وهناك الجهات التي ترتبط تجارتها مع الله عزَّ وجل في فعل الخير والتخفيف عن آلام أمتنا، والمساهمة في التنمية المستدامة، فسابقت هي الأخرى لتثبت للآخرين أنها على قدر من الكفاءة والجودة لإدارة وتسيير أنشطتها وفق أعلى المعايير؛ كونها تسعى إلى تطبيق مبادئ الشفافية في أعمالها وأنشطتها، ولذلك تحظى بالاحترام والتقدير أمام المانحين والمنظمات المانحة. كما أن العمل الخيري يعتبر أحد أهم روافد التنمية والدعم الاجتماعي، والذي تطور عبر الأيام ليصبح صناعة عالمية لها دور مؤثر في مواجهة الأزمات والكوارث الإنسانية، وكذلك محاربة الفقر والجهل، وحماية حقوق الإنسان التي كفلتها شريعتنا السمحة، التي حثت على العمل الخيري وشجعت المساهمة فيه وشجعت الاحتساب والتطوع والبذل والتبرع من أجل تحقيق هذه الغايات النبيلة.