بقدر ما هو مهم إنقاذ أنديتنا من غلبة الديون التي تكاد أن تعصف بها وتؤدي إلى إفلاسها مثلما أشار الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة بمقابلته مع برنامج (أكشن يادوري)، يبقى الأهم كيف نوقف هذا الهدر المالي الذي تعاني منه أنديتنا، ونضمن عدم تكرار هذه الأزمة مستقبلا بعد أن أصبحت معظم أنديتنا تحت خط الفقر فلجأت بعض منها للاقتراض من البنوك والأفراد وحتى للتسول أيضا..! نعلم جميعا أن سبب هذه الأزمة وبالدرجة الأولى هو عقود اللاعبين المحليين الباهظة الثمن والمبالغ فيها بشكل غير عادي، بالإضافة للتعاقدات الخارجية (المضروبة) والباهظة الثمن أيضا؛ سواء كانت مع لاعبين أجانب أو مدربين، كما أن هناك حقوق وكلاء اللاعبين والسماسرة المبالغ فيها، والتي أسهمت في هذه الأزمة، وقد كان الحديث طيلة الفترة الماضية منصباً على كيفية إخراج أنديتنا من أزمتها دون التطرق للأسباب ووضع الحلول والضوابط الكفيلة بعدم تكرار هذه الأزمة، ناهيك عن أن من أسباب تدهور كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة هي عقود اللاعبين المبالغ فيها التي انعكست سلبا على اللاعبين فأشغلهم الثراء المفاجئ عن تأدية حقوقهم وواجباتهم على أكمل وجه فهبطت مستوياتهم بل وتدنت كثيراً، لذا فإن من الواجب أن يكون من بين الحلول وضع ضوابط وشروط صارمة في عقود اللاعبين المحليين تحمي الأندية بشكل خاص وكرة القدم السعودية بشكل عام، وأن تُربط عقودهم بمستوياتهم ومدى انضباطيتهم داخل الملاعب وخارجها وما يقدمونه مع أنديتهم ومع المنتخب، ليشعر هؤلاء اللاعبون أن احتراف كرة القدم وممارسة هذه اللعبة ضمن نظام الاحتراف يعد مهنة رئيسية لها متطلبات والتزامات واجبة وليست مجرد وسيلة للترفيه وتحقيق الثراء كما هو حاصل الآن. لقد حان الوقت ليحاسب اللاعب المقصر والمتخاذل حسابا عسيرا على تقصيره، وقد خذلونا كثيرا سواء على صعيد مشاركات الأندية خارجيا أو على صعيد مشاركات المنتخب. لقد حان الوقت أن نحمي كرتنا وأنديتنا من أطماع أنصاف اللاعبين وسماسرتهم . لقد حان الوقت أن يُعاد النظر بنظام الاحتراف وبالتحديد عقود اللاعبين لتكون منصفة للجميع ومؤدية للغرض منها على أكمل وجه، بأن تكون منصفة بالفعل لطرفي العقد (النادي واللاعب) عكس ما هي عليه الآن حيث تحفظ حقوق اللاعب ولا تحفظ حقوق النادي بشكل كامل وواف. لقد حان الوقت أن تُلزم أنديتنا بتمارين صباحية لعلها تقضي على ظاهرة سهر بعض اللاعبين وعدم انضباطيتهم وتسيبهم كمحترفين في حياتهم العامة..!! وأخيرا .. لقد حان الوقت بأن يفعل دور لجنة الرقابة على الكحول والمخدرات وأن تبدأ عملها الميداني دون تأخير ومع بداية الموسم القادم، وأن يكون اللاعبون على بينة من ذلك من الآن، وبذلك سنقضي على تسيب بعض اللاعبين وعدم انضباطهم، فإما أن تتعدل وتنضبط سلوكياتهم، أو أن يغادروا ملاعب كرة القدم نهائيا غير مأسوف عليهم؛ لأن أمثال هؤلاء اللاعبين آفة واستمرارهم بهذا الحال له أضرار جسيمة دفعنا ثمنها باهظا في السنوات الأخيرة الماضية على صعيد الأندية والمنتخبات، هدانا الله وإياهم إلى جادة الصواب. ألف مبروك للقلعة الخضراء يستحق النادي الأهلي أن نقدم له أسمى آيات التهاني والتبريكات على هذا الموسم المميز لفريق كرة القدم الذي توج تميزه وتألقه بأن جاء الختام مسكا، حينما ظفر بكأس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فأضاف هذه البطولة الغالية جدا إلى بطولة دوري المحترفين ليؤكد أنه الأفضل والأبرز هذا الموسم، وأن الجهود الكبيرة والرائعة التي بذلتها إدارة هذا النادي الراقي وبدعم كبير ومباشر من كبير الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز لم تذهب سدى، بل آتت أكلها وحققت أهدافها، فألف مبروك لمحبي وعشاق القلعة الخضراء كأس الملك وبطولة الدوري . على عَجَل في تويتر أعجبني أحد الهلاليين حينما غرد قائلا : (في واحد من أسوأ مواسم الهلال حقق بطولتين) .. ويعني هذا الموسم..! وفي طاشكند عجز المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني أن يُصلح ما أفسده دونيس، وقد خذله اللاعبون أيما خذلان..! أبارك لمحبي وعشاق التعاون أو سكري القصيم كما يحلو لمحبيه تسميته تأهل فريقهم الرائع هذا الموسم للملحق الآسيوي، وبالتالي انضمامه للفرق التي ستمثل المملكة خارجيا الموسم القادم وهذا التأهل ثمرة المستوى المميز الذي كان عليه هذا الموسم .. فألف مبروك للتعاونيين جميعا. بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أقول : اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه واجعلنا ممن يصوم رمضان إيمانا واحتسابا ومن العتقاء من النار، وممن يتسابقون بالطاعات وكل عام و الجميع بخير إن شاء الله.. وإلى اللقاء عبر هذه الزاوية مع بداية الموسم الرياضي القادم بإذن الله .