هناك تحول كبير يحدث في العالم. شركاتنا الرائدة أصبحت عالمية. ومجالات الصحة والطب والسينما أصبحت عالمية. لذلك لا تحتاج لبراعة كبيرة في الحساب والرياضيات لكي تدرك أن اقتصادنا لا يمكن أن ينمو إذا لم نسوق منتجاتنا إلى 95 % من المستهلكين في العالم يعيشون في الدول الأخرى، حيث لا يمثل الأمريكيون أكثر من 5 % من سكان العالم. لا يجب أن تكون طبيبا لكني تفهم أننا لا يمكن أن نتمتع بحياة صحية سليمة إذا لم نستطع محاربة أمراض وفيروسات مثل إيبولا وزيكا التي ربما تكون موجودة خارج بلادنا، لكنها يمكن أن تصيبنا تماما كما تصيب الناس في أماكن ظهورها الأصلية حتى وإن كانت هذه الأماكن بعيدة جدا عن أراضينا، والكثيرون من الأمريكيين ربما كانوا في المرحلة الابتدائية عندما تلقت الولاياتالمتحدة أصعب دروسها في 11 سبتمبر 2011 حيث تعرضت نيويورك وواشنطن لأسوأ هجمات إرهابية على الإطلاق نفذها عدد من الأجانب. هذه الهجمات أثبتت أنه لا توجد جدران ولا حواجز يمكنها أن تمنع أشخاصا من أي مكان وعلى بعد آلاف الأميال من مهاجمتنا إذا ما قرروا التضحية بأرواحهم لكي يهاجموا الآخرين. ولم تكن هذه الهجمات نوعا من صدام الحضارات وإنما كانت هجوما بربريا على الحضارة نفسها. إذن كل شيء نمارسه أو نتعلمه يقول لنا إننا لا يمكن أن نظل على القمة إذا تقبلنا النصيحة من أصحاب العبارات المحفوظة والأقوال المعلبة الذين يزعمون أن أقوى قوة على الأرض يمكن أن تظل قوة عظمى من خلال الانكفاء على ذاتها والحياة خلف الجدران في الوقت الذي جعلت في التكنولوجيا الحديثة محاولة اختبار مثل هذا السيناريو مستحيلة. المستقبل يحتاج منا إلى ما هو أكثر من مجرد الحنين إلى الماضي ومحاولة استدعاء تصورات وردية من الماضي، لم يكن لها أي وجود حقيقي في أي وقت. عندما كنت صغيرا، تعرضنا لقدر كبير من الصدمات والمآسي الوطنية بما في ذلك الحرب الطويلة الدامية في جنوب شرق آسيا (حرب فيتنام). لكن في ذلك الوقت أيضا كانت الانقسامات الأيديولوجية أقل وأبسط، حيث كان حكومات الدول المعترف بها هي القوى الأساسية التي تحدد شكل العالم. جون كيري - وزير الخارجية الأمريكي