لا غرابة أن يجد رئيس النصر كُل أصوات المُعارضة على رحيله.. فهو من ساهم وبشكل كبير في إعادة توهج النصر وبنائه من جديد.. وهو من أعاد الفرح للمُدرج الأصفر.. وأعاد ارتباط ناديه بالذهب بعد غياب طويل.. وهو من صنع الهيبة لفريق ضاعت هيبته لسنوات وسنوات.. فاستحق أن يكون فيصل بن تركي رمزاً، بل من أهم الرموز النصراوية.. التي سيُشار لها بالبنان كُلما ذُكر اسم النصر..! فيصل (ضحى) بكل شيء من أجل ناديه.. وهو الذي نقل النصر وفي فترة زمنية وجيزة.. من فريق مُفكك.. ومُتردٍ.. الصغير قبل الكبير يتزود بنقاطه.. إلى فريق بطل.. فلا شك أنه قُدرة إدارية تستحق الإعجاب..! النصر كان مواسم طويلة فريقاً هامشياً غارقاً بأزماته الفنية والإدارية.. يلعب باسمه فقط.. همّه الوحيد عرقلة هذا الفريق أو ذاك.. واستلم فيصل النادي ولم يرث منه إلا تركه ثقيلة بالإخفاقات والإحباطات.. لكنه تحمل عبء المرحلة.. وببراعة إدارية وبرصيد كبير من الذكاء.. والمنهجية الصحيحة في التعامل مع اللاعبين والمُدربين.. أعاد كحيلان هذا الفريق إلى قائمة الأبطال من جديد.. أعاده بعد جُهد وعمل ودعم لا يُنكره إلا جاحد..! الرئيس النصراوي.. لم يكن عمله مُقتصراً على الدعم والتخطيط لمُستقبل الفريق فقط.. بل كان يُدرك كقائد لهذا النادي.. أن كافة أعماله لن يجني منها شيئاً.. ما لم يسع للمّ الشمل النصراوي.. مُدركا بأهمية التلاقي بين كافة الأطراف.. وصفاء الأجواء.. وأن تسود العلاقة الجيدة بين كُل المُحيطين بالنادي.. وهذا الأمر ساعده على نجاحه.. كونه يُدرك أن الخلافات صغرت أم كبرت.. ستؤثر على عمله وعمل إدارته.. ومن أجل ذلك قرَّب البعيد.. وشجَّع القريب.. كون تجارب السنين علمته.. بأنه متى ما أراد لعمله النجاح.. أن يفعل ذلك.. دون تردد.. ودون مُكابرة.. والتعامل مع كُل المُبتعدين بلغة العقل.. وتغليب مصلحة النادي..! لا أريد أن أسهب كثيراً بما قدمه فيصل لناديه.. لأني أعرف بأني مهما قُلت عنه.. فهو يستحقه.. يكفيه أنه أعاد النصر للذهب.. في فترة زمنية وجيزة.. ولا يوجد من يُقلل من عمل الرجل إلا شخص جاحد.. وبالتالي فإن استقالته ستهز النصر.. وتعود علله.. ومشاكله.. بل ستجعله يعود لما هو أسوأ من ماضيه.. فالقضية لا تتعلق برحيل إداري.. فالأندية الكبيرة لا ترتبط بوجود شخصيات مُعينة.. غير أن فيصل شخصية مُختلفة.. لن تتكرر في النصر مرة أخرى.. ولذا على النصراويين إن أرادوا أن لا تعود سنينهم العجاف مرة أخرى.. عليهم التمسك برئيسهم.. وإقناعه بالاستمرار.. وعدم السماح له بالمُغادرة.. فهم - أقصد النصراويين - لن يُدركوا حجم تأثيره.. وأهميته.. إلا حينما يُودع كُرسيه رسمياً.. فحينها لا ينفع الندم.. رغم أن النصر غني برجاله..! للتعاونيين فقط لا أعلم حقيقة عن استمرار البرتغالي قوميز في منصبة من عدمه مُدرباً للتعاون في الموسم القادم.. لكن الذي أعلمه جيداً ويُدركه التعاونيون قبل غيرهم.. أن الفريق المُبهر.. وصاحب الأداء المُمتع الذي شاهدناه هذا الموسم.. صُنع بجهود مُتضافرة ومُتكاملة إدارياً وفنياً.. ودعم لا محدود من المجلس التنفيذي.. وهذا يعني بأن قوميز لم يصنع وحده هذا النجاح.. وهذا الفريق المُدهش بعروضه ونتائجه المُتميزة.. وهيبته التي فرضها على الجميع..! صحيح أن قوميز تسلح بعامل (مُهم) وهي الروح العالية التي زرعها بالفريق.. وبثت في اللاعبين الإصرار على الكسب.. وإثبات الوجود.. لكن الصحيح أيضاً.. أن هُناك عملاً كبيراً قامت به إدارة النادي.. والجهاز الإداري بالفريق.. والدعم اللا محدود من المجلس التنفيذي.. والتناغم الواضح بين هذا المجلس وإدارة النادي..! وإن قُدر ورحل البرتغالي فإن التعاونيين لن يخسروا كثيراً.. أو فقدوا شيئاً ثميناً.. فهم بنوا فريقاً.. أساسه صحيح.. قادراً على السير بثبات.. إن استمر العمل على ما هو عليه.. فالفريق بات لا يحتاج إلى كثير من الجهد.. ذلك أن الفريق التعاوني رائع.. بحاجة فقط للحفاظ عليه.. وتكملة مشوار البناء..!