ماذا حل بالهلال؟.. سؤال أقض مضجع جماهير الهلال في الفترة الأخيرة وراح يتساءل من يتحمل المسؤولية؟.. وما هو مصير الزعيم الهلالي في مقبل الأيام؟. ففي العرف الهلالي هو الضلع الثابت في كل المنافسات والأكثر تحقيقاً للألقاب وفي عرف المشجع الهلالي أيضاً التفريط ببطولة يساوي الشيء الكثير لأن جمهوره اعتاد على الذهب ومشاهدة فريقه يصعد المنصات. كل هذه التساؤلات طرأت بذاكرة المشجع الهلالي الذي شاهد هلالاً شاحباً في المباريات الأخيرة وحقق أرقاماً سلبية مزعجة لعشاقه طوال منافسات الموسم وفي المواجهات التي خاضها في جميع المنافسات بقيادة مدربه اليوناني دونيس الذي قد يكون من أسوأ مدربي الهلال بالأرقام بالرغم من تحقيقه لثلاثة ألقاب مع الهلال. فيحمل السجل التدريبي للسيد دونيس منذ استلامه لتدريب الفريق الهلالي مفارقات عجيبة للغاية فمع هذا اليوناني العنيد كُسرت أرقام عكسية على الهلال وتحققت إنجازات غابت عن الزعيم منذ زمن. فأتت خسارة الفريق الهلالي للدوري لتلقي بظلالها على الكثير من الآمال والتطلعات للجماهير الهلالية الكبيرة والتي كانت تمني النفس بحصد كافة الألقاب في أسهل موسم قد يصادف الفريق الهلالي.. ولكن مع هلال دونيس تبدل الحال وتغيرت المعطيات ورمى بالمنديل أمام الأهلي ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأسوأ مدرب قابل الأهلي وأعاده للدوري ومنحه صك الأفضلية في موسم غريب الأطوار قزّم خلاله الهلال وقدمه بصورة سيئة أمام منافسيه بالتحديد (الأهلي والاتحاد). الجمهور الهلالي وبعيداً عن التأهل الآسيوي كان يمني النفس باستعادة لقب الدوري بعد 4 مواسم خلت بدون اسم الزعيم بطلاً ومواصلة حصد ألقاب هذا الموسم بعد تحقيقه للقبين متتاليين وكذلك استعادة كبرياء الزعيم التي اهتزت مع هذا الجيل ومدربه في أحد أغرب مواسم الهلال!؟. مفارقات عدة مع هذا الهلال الغريب على جماهيره محققاً أرقاماً عكسية لم تكن في الحسبان، فسجل هلال دونيس إخفاقاً منقطع النظير وحقق لمنافسيه أرقاماً غابت طويلاً وساهم مساهمة فاعلة في علو كعبهم على زعيم البطولات، وقد تكون الأرقام هي الفيصل في ذلك من خلال المدة التي درب خلالها الهلال. فخسارة الدوري أمام الأهلي جاءت لتكون المرة الثالثة في تاريخ الزعيم التي يغيب فيها لخمسة مواسم متتالية بلا لقب الدوري، ولتفتح باب التساؤلات أمام الجماهير الهلالية الغاضبة من فقدان الدوري لخمس سنوات متتالية كأعلى رقم يصله الهلال طوال تاريخه في الدوري، فغاب الزعيم الهلالي في المرة الأولى بعد تحقيقه للقب الدوري عام 1399ه ليغيب من الموسم الذي بعده 1400ه وحتى موسم 1404ه ثم غاب منذ موسم 1411ه وحتى 1415ه للمرة الثانية، وهذا الأمر يسجل سلبياً على الفريق الهلالي الذي لم يعتد على الغياب عن بطولة الدوري. ومع عودة النادي الأهلي لبطولة الدوري عبر بوابة الهلال فيكون بذلك ثالث نادي وعلى التوالي يحقق اللقب بعد غيبه طويلة وأمام الهلال كمنافس ثابت، فسبقه الفتح الذي حقق لقب الدوري 1433ه لأول مرة في تاريخه والنصر عام 1434ه وكان الهلال المنافس الوحيد للأندية الثلاثة، وهذا ما يؤكد بأنه مهما تغير المنافسون فسيظل الهلال ثابتاً بكل الأحوال وهو عرف هلالي صرف يتناقض مع عرف الآخرين بأن كان الهلال ممراً للأندية لتحقيق البطولة، فتذهب الأندية وتعود وتحضر وتغيب ويبقى الزعيم. ومع دونيس خسر الهلال في الدوري في الدورين أمام الاتحاد ولأول مرة بعد 18 موسم، حيث كانت آخر خسارة للهلال في الدورين أمام الاتحاد في موسم 1417، ومع جيل الهلال الجديد بقيادة دونيس أيضاً خسر الهلال من الأهلي في الدورين أيضاً بعد غياب ل 14 موسم، حيث كانت آخر مرة خسر الهلال في الدورين في موسم 1421ه.. وخسر كذلك للمرة الثالثة أمام الأهلي في نفس الموسم وكرر خسارته لثلاث مرات بعد موسم 1421ه عندما فاز الأهلي على الهلال 3 مرات منها واحدة لحديد المركزين الثالث والرابع. هذا الموسم تلقى الفريق الهلالي على يد دونيس الخسارة الأولى في تاريخه أمام التعاون بعد 17 مباراة لم يخسر فيها الهلال.. وتواصل تحطيم الأرقام مع دونيس بصورة عكسية حين خسر في الدوري حتى الآن مع الهلال في خمس مباريات وهو رقم كبير في تاريخ الهلال، وعاد بعد 11 عاماً لم يخسر الهلال بهذا الرقم في الدوري بعدما تلقى الهلال ست خسائر في موسم 1424ه. ومع هذا المدرب وجيله الحالي انخفض معدل الانتصارات الهلالية بشكل ملحوظ بحضور الحكم الأجنبي وازداد عدد الخسائر بعكس المواسم الماضية، فسجل الفريق الهلالي أسوأ مواسمه بحضور الحكم الأجنبي بخسارته في الدوري 5 مرات من أصل 8 مباريات لم يفز خلالها سوى مرتين وهو الذي لم يسبق له أن خسر أكثر من مباراتين في الموسم الواحد بالحكم الأجنبي منذ موسم 1424ه في الدوري، ليسجل دونيس اسمه كأسوأ مدرب قاد الهلال بحضور الحكم الأجنبي. ولأن المصائب لا تأتي فرادى لدى الجمهور الهلالي فمع مدربه دونيس حضرت الخسارة للفريق الهلالي لمرتين متتاليتين في غضون 5 أيام من نفس الفريق (الأهلي) في ظاهرة لا تتكرر إلا نادراً وحدثت مع هذا المدرب وجيله الحالي.. ومن خلال هذه الأرقام ندرك بأن الخلل يتحمله المدرب دونيس مع لاعبيه بنسبة كبيرة جداً، إضافة إلى الإدارة الهلالية التي لا تخرج من المسؤولية عندما وقفت موقف المتفرج أمام دونيس ولم تتخذ موقفاً حازماً يوقف عبثه بمكتسبات الزعيم ويحرمه من أفضل لاعبيه، فغاب الشمراني بعذر مستواه الفني وهو عذر غير مقبول لا ينطلي على المشجع الهلالي كما غاب عطيف تحت بند أنه لا يستطيع اللعب مباراة كاملة وهو عذر أقبح من ذنب. الفريق الهلالي مقبل على استحقاق آسيوي مهم بعد أقل من أسبوعين يأمل من خلاله الجميع أن يكمل الفريق مسيرته للتقدم للأدوار النهائية قبل نهاية الموسم ليتم تصحيح الأخطاء التي وقعت سواء بتسريح الجهاز الفني وعمل تغييرات على مستوى اللاعبين الأجانب والتعاقد مع لاعبين محليين بكفاءة عالية ووفق احتياجات الفريق.