على مدى أكثر من عام قدم الوسط الإعلامي والصحفي المئات من المعتقلين والمختطفين والمخفيين والشهداء ومارست المليشيات الانقلابية أبشع صور التعذيب ضد الناشطين الإعلاميين والصحفيين ، منهم من ما زال يقبع في سجونها ومنهم من وضعتهم في أماكن السلاح الذي استهدفه طيران التحالف العربي من أجل أن تسكت كل من يتجرأ على معارضتها ومنهم من قتلته قنصا وتعذيبا . انتهاكات مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتواصل بحق زملاء الحرف والكلمة بشكل مخيف حيث يتعرضون بشكل يومي إلى حملات شرسة من المطاردة والاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري بالإضافة إلى القتل والتعذيب والتنكيل بمختلف الطرق والأساليب غير المسبوقة ، العشرات منهم ما يزالون قابعين في سجون المليشيات ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والانتهاكات . زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي كان قد أعطى الضوء الأخضر للميليشيات باعتقال وخطف وتعذيب الصحفيين وحرض في أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب عبر قناة المسيرة التابعة لجماعته على استهداف الصحفيين والإعلاميين واصفا إياهم بالمرتزقة معلناً الحرب على الإعلاميين والصحفيين ، وأعطى ميليشياته المسلحة الحق في اعتقال وقنص وقتل كل من يكتب ضده أو يرصد جرائمه أو يتحدث ولو بكلمة تمس ادعاءات جماعته الانقلابية. مركز الإعلام الاقتصادي كما نقابة الصحفيين اليمنيين وغيرها من منظمات المجتمع المدني الحقوقية عبرو عن قلقهم البالغ من تزايد تلك الممارسات وعمليات الاستهداف للصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي . المركز كشف في تقريره الربع سنوي لهذا العام عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في اليمن من قبل المليشيا الانقلابية حيث رصد 107 حالة انتهاك ضد الإعلاميين والناشطين في صفحات التواصل الاجتماعي في الربع الأول من العام 2016م بالإضافة إلى الانتهاكات التي تعرضت لها المؤسسات الإعلامية والتى توزعت بين القتل ومحاولة القتل والتهديد والاصابة والاعتداء بالضرب أو والاقتحام والنهب لمنازل أو مؤسسات إعلامية أو إيقاف ومصادرة صحف وحجب واختراق مواقع الكترونية . ووفقا للتقرير الصادر عن المركز، فقد توزعت انتهاكات الربع الأول للعام 2016م بحق الإعلاميين بين 33 حالة اختطاف وبنسبة 31% ، و 15 حالة إصابة وبنسبة 14 %، و 13 حالة تهديد بنسبة 12 % ، و 13 حالة حجب مواقع إخبارية بنسبة 12 % و 12 حالة اعتداء بنسبة 11 % ، و6 حالات قتل وبنسبة 5 % ،و 4 حالات محاولة قتل وبنسبة 3.5% ، و 3 حالات اختراق صفحات الفيسبوك وبنسبة 2.5% ، و2 حالتين تفجير واقتحام منازل وبنسبة 1.5% ،و4 حالات مصادرة واقتحام ومنع طباعة صحف وإغلاق مؤسسة إعلامية وبنسبة3.5 %، وحالة اعتقال واحدة وبنسبة0.9 % ، وحالة تحريض واحدة ضد صحفي وبنسبة 0.9 % . أحمد الشيباني كان واحدا من المصورين الذي رصدوا بعدساتهم جرائم وانتهاكات مليشيات ( الحوثي -صالح ) أولا بأول ، وظل متنقلا ما بين الجبهات هنا وهناك تاركا وراءه زوجة وطفلين وهو الذي تخرج من جامعة عدن كلية الآداب قسم الإعلام ليجد نفسه يوما ما على رصيف البطالة مثله مثل آلاف أبناء مدينته الباسلة ومثلما حمل غيره من حملة الشهادات البندقية في مواجهة قوى الانقلاب ، حمل أحمد عدسته في مواجهة تلك الترسانة من الأسلحة ، وظل متنقلا ما بين جبهة وأخرى يرصد ويدون وينشر وفي لحظة اشتداد المعارك في الجبهة الغربية من مدينة تعز وفي منطقة الحصب وبير باشا على وجه التحديد كان أحمد برفقة زملائه وزميلاته من الصحفيين والمصورين الذين يتنقلون في الأزقة ومن حي لآخر لتطاله رصاصة قناص غادرة ترديه في ثوان قتيلا وهو يؤدي واجبه المقدس بعدسته التي لطالما أرعبت المليشيات ، لتنطفئ في يوم السادس عشر من شباط لهذا العام عين من عيون أعلام المقاومة .