الإنكا إمبراطورية قديمة ذات حضارة عريقة وكلمة «إنكا» تعني الملك أو الابن الأوحد للشمس ، وشملت هذه الحضارة أراضي بوليفيا والبيرو والأكوادور وجزءاً من تشيلي والأرجنتين وعاصمتها كسكو المترفة والمليئة بالمعابد والقصور والتي تقع على ارتفاع 11000 قدم فوق مستوى سطح البحر في جبال الأنديز وقد أطلق عليها اسم مدينة الشمس المقدسة , تبلغ مساحتها 990000 كيلومتر مربع. توصل شعب الإنكا إلى بناء دولة العدالة الاجتماعية فقد وضعت الحكومة يدها على الأرض لضمان قوت الشعب، والذهب والفضة ومعادن أخرى وقطعان الماشية وبخاصة حيوان اللاما الذي يستخدم في النقل المواصلات. وكانت العائلة المقياس الرئيسي في التقسيمات الحكومية، فلكل مجموعة من عشرة عائلات قائد مسؤول أمام الكابتن الذي يشرف على خمسين عائلة والذي يشارك في الحكم, ولكل عائلة مقدار معين من محصول الأرض، كما كانوا يحيكون ملابسهم ويصنعون أحذيتهم ويسبكون الذهب والفضة بأنفسهم, وكان العجزة والمرضى والفقراء يلقون رعاية كافية من المجتمع. الزراعة ونسج القطن الناعم بمهارة كانتا من حرف أخرى كثيرة برع فيها الإنكيون وقد أدهشت صناعاتهم القطنية الأوربيين الذين قدموا إليها غزاة، وبشكل عام فقد اعتمد الأنكا على الزراعة والتي قاموا بتطويرها بواسطة تقنيات متقدمة مثل الرفوف الزراعية المسمّاة بالمنصات من أجل استغلال منحدرات التلال (مدرجات بنيت على سفوح الجبال من أجل الزراعة فيها). وكما ورثوا أيضا أنظمة الريّ من حضارات ما قبل الإنكا. ويحمل الملك على هودج من الذهب الخالص ويرتدي ثيابا من أجود أنواع الصوف وعادة لا يلمس الأرض برجليه ويحمل صولجان الملك الذهبي ذا الثلاثة صقور ويرتدي قناعاً ذهبياً يتدلى منه حبل ذهبي مجدول ويعتمر قبعة من ريش النعام وحلقين ذهبيين وغطاءً من الجلد وصوف الفيكونا النادر من القدم وحتى الخاصرة المرصع بالأحجار الكريمة والتركواز. عُرف الإنكا بهندسة مقاييس دقيقة تجلت في وجود نحاتين قلما عرفت الحضارات القديمة مثلهم لأنهم ببساطة لم يُتح لهم الأخذ من أي من الحضارات في منطقتهم مما أوجد الأساطير والخرافات عن كيفية نقل ونحت الصخور بتلك الدقة وكأنهم استعانوا بسكان كواكب أخرى، بنوا المعابد و الكباري المعلقة، بين ممرات الجبال الشاهقة ومجاري الأنهار الجبلية الهادرة مستخدمين حبالاً منسوجة مدعمة بمعادن على سقالات خشبية ضخمة، بحيث يسحب الشخص حبلاً معيناً يأخذه من قمة لقمة، فيما يشبه البكرات، وعمم هذا النظام مهندسون مدربون على طول شبكة الطرق في الإمبراطورية، دعمت تلك الجسور نظام البريد الذي استخدم فيه الشباب الأقوياء الذين يمتطون حيوان «اللاما» لنقل رسالة شفهية، مادية أو بنكنوت وضرائب ملكية ولمسافة تتعدى 250 ميلاً في اليوم بين مطارق جبلية غاية في التعرج، ومما يدل على بأس هنود الانكا، فقد نجح الإنكا إلى حد كبير في الربط ما بين الصخور المنحوتة بدون مواد رابطة. يتزوج الإنكا عادة في سن مبكرة بين 15 إلى 20 سنة، والأسرة، أو الزعماء، أو مالكو الأراضي، هم الذين يختارون له زوجته، والمقياس الأساسي في الزواج هو التكاثر العددي حيث يتوالدون بأعداد كبيرة للحاجة إلى أيادٍ تساعد في العمل، والمساعدة في حياة الجبال القاسية، وعادة ما يقدم الذهب، أو الأحجار الكريمة، كهدايا من أسرة الزوج، ويقدم أهل العروس الملابس الصوفية الرائعة الغزل، والحبوب المخزنة. كان للمرأة دور أساسي في حياة الإنكا حيث يعتمد عليها في نواحي الحياة يداً بيد مع الرجل في الزراعة، ورعي حيوان «اللباكا» الذي يشبه الخراف، وتربية الأبناء، ولكن ذلك لا يمنع السيادة المطلقة للرجل. أدهشت حضارة مملكة الإنكا والباحثين في الحضارات القديمة لأنها لم تتأثر بأي من الحضارات القريبة ونشأوا في واحدة من قمم سقف العالم بالإضافة وأقاموا أهرامات ضخمة من الحجر ودقيقة للغاية، والهندسة، وجلبت الأحجار الضخمة من الجبال إلى غابات منتصف الطرق البعيدة. شعب الإنكا كانوا سادة نحت الحجارة. حيث تُقطع كتل الحجارة بشكل دقيق لتتطابق بإحكام بدون أي فراغ . الكثير من الأبنية في المدينة المركزية مثالية جداً بحيث لا يمكن إدخال سكين بين الأحجار . الإنكا لم تتعجّل في أي أسلوب عملي لهم . هكذا تحركوا ووضعوا كتلا هائلة من الأحجار . الأمر الذي أصبح لغزاً للعلماء ، على الرغم من أن الاعتقاد السائد هو أنهم استعملوا مئات الرجال لرفع الأحجار إلى الأعلى وتثبيتها. حضارة الإنكا أصبحت من الآثار التي يتوافد إليها السائحون يوميا بأعداد كبيرة نظرا للانبهار بهذه الحضارة العريقة التي جذبت انتباه الجميع من كل بقاع الأرض . في عام 2003 أصبح يزور المدينة ( مدينة بنيت فوق جبل ماتشوبيتشو وسميت المدينة باسم الجبل وهي من أفضل مدن هذه الحضارة وموجودة في جمهورية بيروحاليا ) 400 ألف سائح مما أدى باليونيسكو التعبير عن قلقها بأن قد تتأثر المدينة بهذه الأعداد من الناس . منذ ذلك الوقت يسمح لألفين وخمسمائة سائح بزيارة المدينة يوميا فقط .