كنت أقف إلى جوار أحدهم داخل كابينة الصراف. عندما أخرج محفظته لإخراج بطاقته. وإذا بها ما شاء الله مكتنزة لا بالمال وإنما بالأوراق وراح يبحث جاهداً عن بطاقته المنشودة ومع استمراره في بحثه راح يتأفف من عدم عثوره عليها بين عشرات الأرواق والإيصالات وحتى البطاقات والكروت الشخصية. ولم يتردد الذي يقف خلفه أن قال له: اسمح لي أن اصرف قبلك حتى تجد بطاقتك. وأضاف قائلاً بسخرية محببة. بيني وبينك هذه ليست محفظه. إنها درج مكتب..! بسرعة وضعت راحت يدي على فمي حابسا ضحكة كادت تخترق الكابينة وتنطلق في شارع مكة بالمبرز حيث كنا نتواجد فيها.. جاء دوري وصرفت ببطاقتي وخرجت بعد الرجل. وما زال صاحب المحفظة يبحث في درجه (محفظته) عن بطاقة البنك التائهة. وحال وصولي لمكتبي بدأت أكتب هذا التقرير عن محافظ البعض من الناس « وماذا يضع فيها البعض.. ولا شك أن الناس كل الناس وفي مختلف دول العالم يشتركون في وجود الآتي في المحفظة الشخصية والمعروفة لدينا ب( البوك ) 1 - البطاقة الشخصية «الهوية» - 2 - رخصة القيادة -3 - بطاقة العمل. 4 بطاقة الصراف - 5 - بطاقة التأمين الصحي 6 - استمارة السيارة.. 7 - البطاقة المرضية لمرضى السكري والضغط.. إلخ، ولكن هناك من تتضاعف لديه البطاقات إذا كان من الميسورين أو الذين تجاوزوا حدود الدخل المحدود وبالتالي باتت لديه العديد من بطاقات البنوك. إضافة إلى البطاقات الأخرى المتميزة من ذهبية أو ماسية أو حتى بطاقات خاصة. وهناك من يضع بعض النقود من باب الاحتياط خصوصا في بلادنا فبعض بطاقات الصراف تفاجئك بأنها لا تعمل أو تكون في مكان ما لا تستعمل فيه بطاقات الصراف. في العديد من الدول هناك من يضع في أحد جيوب المحفظة بعض القطع النقدية وما أكثرها في الغرب. ومن هنا وجود بعض المال في المحفظة مهم جداً بل ضروري. وهناك من يضع صورة جماعية له ولأطفاله أو صورة حرمه المصون داخل أحد الجيوب الخفية.. وأعرف أكثر من شخص يحمل أكثر من محفظة في جيبه. واحدة خاصة بالبطاقات وهي كثيرة بالنسبة له كونه رجل أعمال ناجح وعضو في أكثر من لجنة اجتماعية واقتصادية! فتصور بعد هذا حجم جيوبه عندما يسير أمامك. أكثر من محفظة وهاتف ذكي. لا شك أنها تبدو أشبه بالكرش في الرجل البدين. واضحة للعيان. تكاد تجعله خلال سيره يميل ذات اليمن وذات الشمال..! وبعض الأشخاص الذين يعاني من بعض الأمراض تجده يحتفظ في المحفظة ببعض الأدوية أوبطاقة تحمل أسماء الأدوية التي يستعملها.. كذلك هناك من يضع قطع من العلكة أو الحلويات لاستعمالها عند اللزوم.. نسيت أن أقول إن هناك بطاقات خاصة باتت تنافس البطاقات الأخرى على وجودها في محافظنا. وهي بطاقات الخصم الخاصة أو بطاقات الإنترنت الاحتياطية.. أشياء كثيرة بتنا نضيفها في محافظنا يوماً بعد يوم. ويبدو أنها تتضاعف مع حالتنا الاقتصادية. فتتضاعف البطاقات والكروت وحتى الصور.. المهم بعد هذا وقبل هذا أن لا تضيع محفظتنا المكتنزة بالبطاقات.. حتى لا نعيش في «حوسة» مريرة..