مع (عز الخيل).. تتداعى للذهن مسيرة تاريخية.. وعمل دؤوب استمر عبر سنوات.. لتصبح هذه الدورة حدثاً ملء السمع والبصر.. تتجه إليها الأنظار. واليوم هو أحد أيام عز الخيل، حيث يحتضن ميدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنتجع نوفا.. الحدث السنوي الكبير الذي صنعه ووقف وراءه ودعمه.. سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير. يا له من مهرجان ناجح وكبير، ويا له من رجل كبير الهمة والمقام! فالمهرجان الذي ينعقد اليوم في نسخته ال(17)، أضحى مناسبة فروسية يترقبها الكل، بما تحويه من فعاليات يتكفل بها الأمير سلطان بن محمد، مضيفاً بها محطة أخرى من محطات عطاياه التي لم تستثن مجالاً من مجالات العطاء. تلك مقولة في حق الرجل.. بات يعرفها القاصي والداني، فسموه يسجل حضوراً إنسانياً رفيعاً مع أبناء المجتمع السعودي.. متواصلاً معهم في أحزانهم وأفراحهم، وهو صاحب الخدمات الرفيعة المتواصلة في المناحي الإنسانية والاجتماعية وغيرها، ولذلك فإن اهتمام سموه الفروسي، ورعايته لدورة عز الخيل.. تأتي عملاً متناسقاً مع نشاطه الممتد أفقياً ورأسياً.. في ساحات العمل العام دون من أو أذى. وما دام المقام هنا هو مقام الفروسية، فإننا نحس جميعاً بالفخر والامتنان للأمير سلطان، حيث كان صاحب المبادرة والسبق في مباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وموافقته يحفظه الله، قبل أكثر من عشرين عاماً على طلب ابنه الأمير سلطان، لتثبيت الإنتاج المحلي السعودي (الختم)، ليصبح نتاجها لاحقاً، ما تشهده المملكة حالياً من انخراط الكثير من المنتجين السعوديين وتركيزهم على الإنتاج المحلي، وما شهدته مزارع الإنتاج من توليد عدد كبير من الخيل، فضلاً عن حركة البيع والشراء التي نشطت داخل المملكة، وما أحدثته من حراك إيجابي في الوسط الفروسي عموماً، وفي مجال الإنتاج على وجه الخصوص، بمساهمة مقدرة من كبار الملاك. كل ذلك كان يتم برعاية كريمة من راعي الفروسية الأول، سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وبجهد الرجال المخلصين في الفروسية.. حيث يقف الأمير سلطان بن محمد واحداً من الرموز فيها، وهو من بادر بجلب الفحول المنتجة، ليشهد السوق إثر ذلك نشاطاً كبيراً في هذا المجال، أفرز وظائف ومهنا كثيرة، أتاحت الفرصة لشباب الوطن كي يشغلوها، وكي تصبح بوابة للرزق.. تحقق طموحاتهم، وتقيهم وأهليهم شر العطالة والحاجة. وبتلك الخطى الوثابة، تسنمت المملكة المركز الأول عربياً في إنتاج الخيول المهجنة الأصيلة، وحصدت رقم (17) على العالم لإنتاجها أكثر من 2000 مهر سنوياً، بعد أن كان تركيزنا قائماً على الاستيراد فقط! دون التفات إلى ضرورة وجود قاعدة إنتاجية موثقة وصحيحة في آخر الثمانينيات الميلادية. أعتقد بكل ثقة أنه قد آن الأوان لتحقيق خطوة إلى العالمية، فها هي الوقائع تسجل باسم الوطن حضوراً إنتاجياً كبيراً داخل الحدود، يتم التداول فيه بشكل جيد، وحتى لا نصبح في معزل عن العالم الفروسي المتطور، كان لا بد لنا من تجاوز الأسوار واقتحام العالم ولاسيما أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لنصبح جزءاً من حركة السوق العالمية بما اكتسبناه من خبرات، وبما نقدمه من إنتاج قادر على أن يضع بصمته في الفروسية العالمية تسويقاً وإنتاجاً. ما أحلم به.. أن يصبح إنتاجنا متطوراً على قدر طموحاتنا، لكن الوصول لذلك الحلم.. الذي يراود كل محب لفروسية الوطن يتطلب المبادرة بخطوات ريادية، لعل منها أن يقام سباق (عالمي مفتوح لخيل 3 سنوات) وبمشاركة البلدان المتقدمة بإنتاجها القوي فيه، وأقترح تسمية السباق ب(داربي ميدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز)، وبمثل هذه الخطوة، نعرف مواقع أقدامنا بين أهل التجربة الأعمق معرفة، والأسبق خبرة، ونحسّن من تجربتنا الإنتاجية كماً ونوعاً. حفظ الله والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز راعي الفروسية الأول في مملكتنا الحبيبة، وعهداً له منا، رعاه الله، أن نكون عند حسن ظنه، في كل ما يخدم الوطن ويرفع هامته عالية بين الأمم. وكثر الله من أمثال سمو سيدي الأمير سلطان بن محمد (سلطان السعد) الداعم القوي الأمين لفروسيتنا، الذي لم يوفر جهداً ولامالاً إلا وبذله بسخاء، مقدماً كل ما يستطيع، لتصبح فروسية الوطن في المكانة التي نطمح لها جميعاً.