سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصارف والبنوك السعودية رواد في المسؤولية الاجتماعية ولكن دون إعلام..!! تعقيباً على مقال رقية الهويريني.. المسؤولية الاجتماعية للمصارف إلى أين..؟ (2 - 2)
وفي إضاءة رائعة أخرى يأتي بنك الرياض وهي الرائد النوعي في برامج خدمة المجتمع، حيث يقدم كل عام 50 مبادرة اجتماعية ينفق عليها عشرات الملايين أصدرها في كتاب خاص بذلك، وبنك الرياض له ثقافة خاصة في خدمة المجتمع وسبق البنوك والمصارف في ذلك، بل إن تجربته تستحق التعميم للاستفادة منها، وكانت له مع لجنة أصدقاء المرضى ثلاث اتفاقيات تجاوزت المليون ريال لدعم برامجها، بالإضافة إلى اتفاقية سنوية تتضمن أطلق برنامج مشترك في شهر شعبان لتوزيع سلة رمضانية على المحتاجين، وتجاوز بنك الرياض الدعم الخيري والاجتماعي إلى الرعاية الأدبية والثقافية وهو اليوم يراعي لعدة سنوات جائزتين ثقافيتين مع النادي الأدبي في الرياض وأخرى مع النادي الأدبي في القصيم، كذلك العشرات من البرامج الشبابية والرياضية التي كان يطلقها بنك الرياض، ثم ريادته التي أطلقها في هذه الأيام مع منسوبيه وعملائه لدعم البرامج المجتمعية والخيرية وجعل المجتمع يتفاعل مع احتياجات المجتمع بكل طبقاته وأعماره. والأمر الذي يغيب عن الجميع هو عطاء بنك البلاد للجنة أصدقاء المرضى وذلك لحداثة التعاون فيما بين طرفي العلاقة الخيرية، حيث دعم برنامج تأمين الأجهزة الطبية بمبلغ 400 ألف ريال لتقديره لحاجة المريض الذي لا يستطيع تأمين الأجهزة الطبية التي تعينه على التكيف مع وضعه الصحي، ثم دعمه المقدر للمؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق بسيارتين تتجاوز قيمتها 150 ألف ريال لمساعدة مؤسسة المساجد في صيانة ونظافة مساجد الطرق، هذا مع قيامه في العام المنصرم بتأمين عدد من سيارات النقل مع جمعية إطعام للمساهمة في حفظ النعمة وإعادة الاستفادة من زائد الولائم والعديد من الإضاءات التي تذكر فتشكر للبنك، ولكي يتحقق ما يصبو إليه المواطن من مساهمة البنك في أنشطة واحتياجات المجتمع أقر وجود لجنة عليا بالإضافة إلى إدارة لخدمة المجتمع، وهذا تأكيد على الدور الرائد للمصارف والبنوك جميعها وقيامها بمسؤوليتها الاجتماعية التي أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها العامة وكذلك التفصيلية داخل كيانها. وهناك عشرات البرامج المجتمعية التي يرعاها البنك الأهلي في مجال تنمية الأسر المنتجة وهو البنك الأول في المملكة الذي يدعم تلك الفئة حتى أصبحت بالفعل أسراً منتجة تجاوزت سد حاجتها إلى أن أصبحت تقوم بذلك بشكل تجاري، ثم البرامج التي تتعلق بتنمية الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ليكون أعضاء فاعلين في المجتمع، ونقدر كثيراً ثقافة المسؤولية الاجتماعية التي يؤكدها باستمرار بنك الجزيرة والدعم الذي يقدمه للمشروعات الخيرية والبرامج التطوعية للشباب وقد كرم هو وغيره من المصارف والبنوك في كل المناسبات الاجتماعية وهو دليل صادق على الاعتراف بالدعم وتطبيق المسؤولية الاجتماعية الحقيقة منها، وما ذكر لا يعني كما سبق القناعة بما قدم مطلقاً ولكنه تأكيد على وجوده وطلب في استزادته. كما أن الصورة التي نراها من العمل المؤسسي للكثير من الجمعيات واللجان الخيرية وكذلك المؤسسات التطوعية ما كان لها أن تكون لولا مساهمة البنوك وتسهيله للقروض التي تتجاوز لعدد من الجمعيات مئات الملايين حتى ولو كان ذلك بفائدة ليست كبيرة، فوقفات بنكي البلاد والإنماء الأخيرة مع عدد من الجمعيات تؤكد مساهمتها الإيجابية خاصة إذا علمنا أنه خلال خمس سنوات سيكون إيراد الأوقاف الممولة بالكامل لجمعياتها وستقوم حتماً على نفسها في سبيل استمرار نشاطها، والبنوك في هذه الحالة هي من جعل مشروعات الاستدامة واقعاً معاشاً بالإضافة إلى تفاعل قطاعات الأعمال الأخرى التي أصبحت تؤمن إيماناً كاملاً بثقافة المسؤولية الاجتماعية بل إنها ورثتها لمنسوبيها وجعلتهم مشاركين لها وللمجتمع في الكثير من العطاءات وتجاوزت ذلك مثلما فعلت شركة سابك أن وضعت صندوقاً للمسؤولية الاجتماعية خاص بمنسوبيها داخل الشركة وكذلك تفاعلاً من منسوبيها في خدمة المجتمع الخارجي وبقيم إنسانية عالية في الجودة. ختاماً.. إن للمصارف والبنوك والقطاعات الأخرى دور تنموي لا يمكن أن نتجاوزه دون تقديره والاعتراف به وتشجيعه وطلب المزيد منه، ولكن أصبح الدعم اليوم لا يتأتى إلا وفق مشروعات مدروسة لها رسالتها ورؤيتها وأهدافها وكذلك الشريحة المستهدفة من البرامج ثم ضمان التغذية العكسية لمعرفة مقدار الأثر ولن تتأخر المصارف والبنوك والقطاعات الأخرى في الدعم فالثقافة السابق وأسلوب المخاطبة وطلب الفزعة في الدعم لم تعد مؤثرة اليوم لأن المسؤولية الاجتماعية هي عمل مؤسسي وخدمة المجتمع تأتي ضمن برامج وفعاليات دقيقة جداً، وأصبح نشاط القطاعات غير الهادفة للربح شفاف والكل يستطيع أن يفهمه وذلك لارتفاع المسؤولية الاجتماعية الفردية وقناعة الجميع أن خير الناس أنفعهم للناس ولن يكون النفع إلا وفق عمل دقيق وفريق متجانس وتغليب للمصلحة العامة وليس الشخصية وهذا ما يجعلنا نقول اليوم أن خدمة المجتمع انطلقت من الفرد وتشكلت في القطاعات واستفاد منها المحتاج وقدمت له بصدق محبة. فهد بن أحمد الصالح - الأمين العام للجنة أصدقاء المرضى بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض