صدر كتاب حول الأمير المغربي أبي عنان المريني، عن دار البشائر الإسلامية بلبنان ومكتبة نظام اليعقوبي بالبحرين، ويعد الأمير أبو عنان المريني (ت: 759ه) أحد أبرز الأمراء المرينيين، ومؤسس عدة معالم علمية وأثرية بالمغرب الإسلامي، أشهرها المدرسة البوعنانية بفاس، وبناية خزانة جامع القرويين الحالية، وعنوان هذا الكتاب هو: (واسطة العقد الثمين، في أسانيد الكتب التي انعقد على صحتها إجماع المسلمين، من رواية السلطان أبي عنان المريني أمير المؤمنين). ويرصد هذا الكتاب الشيوخ الذين تلقى عنهم الأمير أبو عنان المريني علم الحديث وأخذ عنهم الكتب الحديثية الستة، وهي: (موطأ الإمام مالك)، و(صحيح البخاري)، و(صحيح مسلم)، و(سنن أبي داود)، و(سنن الترمذي)، و(سنن النسائي)، وهو يكشف بذلك عن المكانة العلمية للأمير أبي عنان، والحركة العلمية التي شهدها عصره، خاصة في علم الحديث والرواية. ويعتبر هذا الكتاب المكون من 200 صفحة، والذي ألّفه وزير الأمير أبي عنان وأحد الملازمين له، وهو: الحافظ العلاّمة أبو عبد الله ابن مرزوق التلمساني (ت: 781ه)، أول كتاب وصلنا أُلِّفَ باسمِ أميرٍ مغربي، ويتضمن ذكر مشايخه وعنايته بالعلم. وقد اعتنى بتحقيق هذا الكتاب وإخراجه، المحقق الأستاذ نور الدين الحميدي الإدريسي أحد أبرز الباحثين الشباب في التراث الإسلامي بالمغرب، حيث قدم للكتاب بدراسة عن اعتناء أمراء وملوك المغرب الإسلامي بالعلوم وبفن الحديث خاصة، ثم وضع ترجمة للأمير أبي عنان المريني الذي أُلِّفَ الكتاب له، وترجم كذلك لمؤلِّف الكتاب الحافظ ابنِ مرزوق التلمساني، مع خدمته لمتن الكتاب وتعليقه عليه. ولا شك أن إخراج مثل هذه الكتب التراثية المتعلقة بسلاطين المغرب وأعلامه، تُغْنِي المكتبة العلمية والتاريخية للعالم الإسلامي عامة، وللمغرب العربي خاصة، وتُسْهِم في الكشف عن مراحل مهمة من التاريخ المغربي، كما تبرز وجوه عناية الدول المتعاقبة على حكم المغرب بالعلوم الإنسانية عامة والشرعية منها على وجه الخصوص.