كشف تقرير حديث ومتخصص أنّ الفجوة بين العرض والطلب على النفط اتسعت بشكل أكبر خلال الربع الأول من2016م، بارتفاع العرض من 2.0 إلى 2.3 مليون برميل في اليوم. ويعود االسبب الرئيس في ذلك إلى تراجع الطلب الذي سجّل انخفاضاً 0.6 مليون برميل في اليوم مقارنة بالربع الأخير من 2015. وسجّل العرض العالمي انخفاضاً بمقدار 200 ألف برميل في اليوم خلال فبراير وحده، كانت غالبيتها في العراق ونيجيريا والإمارات. وأضاف التقرير: ومع ذلك ازداد إنتاج أكبر منتجين للنفط في فبراير الماضي، وهما السعودية وروسيا، مما يشير إلى حدة المنافسة القائمة للمحافظة على حصصهم في السوق.. وعلاوة على ذلك، تؤكد البيانات أن إيران تعود بقوة إلى السوق برفع إنتاجها من 2.9 إلى 3.1 مليون برميل في اليوم في الفترة ما بين يناير وفبراير، وبنفس الوتيرة في الولاياتالمتحدة قد ارتفع المخزون النفطي إلى10% حتى الآن منذُ بداية هذا العام. وقال التقرير الصادر عن «شركة آسيا للاستثمار»: بالرغم من وفرة العرض إلاّ أنّ الأسعار لم تتأثّر، حيثُ إنها آخذة بالارتفاع منذ نهاية يناير أملاً في رضوخ المنتجين الرئيسين للنفط إلى اتفاق تجميد الإنتاج، الذي من المقرر عقد اجتماع بشأنه منتصف أبريل القادم. كما أنّ هنالك عنصرين أساسيين يدفعان المستثمرين إلى التفاؤل الشديد بأمر اتفاق تجميد الإنتاج.. العنصر الأول هو احتمالية عدم حدوث الاتفاق، إذ تواصل السعودية زيادة حصتها في السوق بهدف إلحاق الخسائر بمنتجي النفط ذي التكلفة العالية في الولاياتالمتحدة الذين يمثلون المصدر الرئيس لتخمة العرض، ومع هذا فإنها لم تحقّق هدفها بعد. وعلى الرغم من أن صادرات النفط قد بدأت في الانخفاض في الولاياتالمتحدة، إلاّ أن الإنتاج لا يزال مرتفعاً نسبياً.. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المملكة ستوافق على إعفاء إيران. يتمثّل العنصر الثاني في أنه حتى لو تم الاتفاق فإنّ أثره سيكون محدوداً، حيثُ إنّ البلدان المعنية تقوم حالياً بالإنتاج بما يقارب مستوياتٍ قياسية، باستثناء ليبيا وإيران اللتين من غير المرجّح انضمامها.. وقد سبق أن أعلنت الأخيرة عدم نيتها وقف إنتاجها حتى يبلغ 4 ملايين برميل في اليومن وذلك من المحتمل حدوثه في العام 2017، وبذلك سيشهد هذا العام زيادة إنتاجها نحو 3.1 إلى 3.8 مليون برميل في اليوم. وعلى صعيدٍ آخر، قد أظهرت صناعة النفط الصخري الأمريكي مرونة عالية في وجه هبوط أسعار النفط، حيثُ انعكست من خلال الاستجابة السريعة لتقلبات أسعار النفط.. وبذلك يرى تحليل شركة آسيا للاستثمار أن وفرة العرض ستستغرق وقتاً طويلاً حتى تزول. وتشير توقعات أوبك إلى نمو الاقتصاد العالمي بمقدار 0.2 نقطة مئوية إضافية وارتفاع الطلب على النفط 1.3% على أساس سنوي في2016.. ويرى تقرير شركة آسيا للاستثمار أن هذه التوقعات مبالغٌ فيها جداً، بل يتوقّع تراجع نمو الاقتصاد العالمي 0.3 نقطة مئوية وارتفاع الطلب على النفط 0.8% على أساس سنوي في ظل استقرار النمو في أوروبا واليابان والولاياتالمتحدة والصين، بالإضافة إلى تباطؤ معظم الأسواق الناشئة.. أمّا من جانب العرض، فقد توقّع التقرير زيادة الإنتاج الإيراني، واستقرار إنتاج باقي دول أوبك عند مستويات يناير بغض النظر عمّا إذا كان اتفاق تجميد الإنتاج سيحدث أم لا، وهبوط إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك تماشياً مع توقّع أوبك بالتراجع بمقدار 0.7 مليون برميل في اليوم. وعند أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار، فإنّ وفرة العرض ستستمر متجاوزةً الطلب في 2016 بمقدار 2.0 مليون برميل في اليوم، وبنفس الإنتاجية التي بلغ عندها متوسط سعر خام برنت حوالي50 دولاراً للبرميل العام الماضي.. وبالمقابل قد يتم دفع أسعار النفط إلى ما دون التوقعات الأساسية، نتيجة للتطور التكنولوجي السريع في صناعة النفط الصخري بشكل أقوى من الإنتاج الإيراني المتوقع وأضعف من الطلب العالمي المتوقع مؤدياً إلى حدوث خيبة أمل كبيرة في السوق بشأن اتفاق النفط.