وجهت المعارضة السودانية اتهامات إلى الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبكي، ووصفتها بالانحياز لحكومة الخرطوم والتخلي عن حيادها، كما شككت في أهليتها للعب دور الوسيط في المفاوضات بين الحكومة وقوى المعارضة. وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير إن الآلية الإفريقية الرفيعة بعد أن اجتمعت بالوفد الحكومي في الاجتماع التشاوري بأديس أبابا، عادت بمقترح خارطة طريق جديدة تناقض قراري مجلس السلم والأمن الأفريقي وتنحاز لرؤية الحكومة المعلنة، بقصر الاجتماع التحضيري للحوار على حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقوى المعارضة المسلحة وحزب الأمة القومي. وأوضح أن قوى المعارضة المشاركة في الاجتماع التشاوري رفضت الوثيقة، لأنها لم تؤسس لمطلوبات حوار حقيقي جاد ومثمر، وتجاهلت المجموعات المعارضة الأخرى مثل قوى الإجماع الوطني. ورأى رئيس حزب المؤتمر السوداني أن قوى المعارضة تعاملت بإيجابية في اللقاء التشاوري من أجل إحداث اختراق، ولكن الطرف الحكومي تمترس خلف رؤيته القاصرة التي تريد حوارا شكليا يعيد إنتاج النظام بنسخة أخرى، بينما تظل الأزمة في مكانها. وأشار إلى أنه من المؤسف أن الآلية الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي، تخلت عن حيادها كوسيط، وأعلنت انحيازا سافرا للطرف الحكومي، ونعتقد أن الآلية بسلوكها هذا زرعت شكوكا كبيرة حول أهليتها لدور الوسيط الذي يحظى بثقة كل الفرقاء. وأشار إلى أن قوى المعارضة قبلت المشاركة في اللقاء التشاوري وفقا لمقترح الآلية مع إضافة بعض الملاحظات، أهمها أن يكون الاجتماع التحضيري شاملا لكل القوى السياسية. تجدر الإشارة إلى أن الحركة الشعبية -قطاع الشمال - وحركتي «تحرير السودان» و»العدل والمساواة» وحزب الأمة القومي، رفضوا التوقيع على خارطة طريق حول الحوار الوطني ووقف الحرب، دفعت بها الآلية الأفريقية الرفيعة، يوم الاثنين الماضي، بينما وقعت حكومة الخرطوم، والوسيط الإفريقي ثابو أمبيكي على الوثيقة.