لماذا لنا في كل أسبوع بل في كل يوم قضية رياضية شائكة ومشكلة معقدة؟ ما السبب في كوم الاحتجاجات والبيانات والتصريحات والاتهامات والصراعات؟ لماذا لا نسمع مثلها أو القليل منها في الدول الأخرى، ولا أقول الأوروبية أو الآسيوية وإنما الخليجية؟ حتى في برامج القنوات الخليجية لماذا لا يأتي الصراخ والإزعاج وأحيانًا مفردات الصدامات وقلة الأدب إلا من الضيوف السعوديين؟ هل لغياب الأنظمة أو تعطيلها وعدم الحزم في تطبيقها دور في ذلك؟.. لقد تحوّلت رياضتنا، وتحديدًا كرة القدم في السنوات الأخيرة، إلى مجال ضاجٍّ بالأزمات، وبدلاً من أن تكون للترفيه ورفع مستوى الوعي والرقي والمنافسة الشريفة في مجتمع يضم أكبر شريحة من سكان المملكة أصبحت - للأسف - تبث وتكرس الكثير من مفاهيم التعصب وإقصاء الآخر بطريقة فجة، لم تعد تقدم الإبداع والإمتاع والاستمتاع بمشاهدة مباريات تنافسية، ترتقي بذائقة المتابع. ولا البرامج الرياضية أضافت للمشاهد شيئًا مفيدًا بقدر ما تفرغ معظمها لتقديم إثارة فارغة، تنتج الاحتقان ونشر ثقافة الإقصاء والإيذاء الكراهية.. الأكيد أن لدينا قصورًا، أو بالأصح ضعفًا في التعامل مع هذه الظواهر المسيئة والممارسات المدمرة لعقل وفكر المجتمع، وقبل ذلك نعاني أصلاً من اتحاد هو من يسيء لنفسه؛ وبالتالي يسمح للآخرين بالتطاول عليه والسخرية من قراراته و»تقليعاته»، وهو من ينشر الفوضى والتشكيك به وبأسلوب إدارته؛ إذ لا يمكن لأحد أن يحترم اتحاد الكرة وهو يراه يصمت على الإساءات والاتهامات الموجَّهة له من داخل الاتحاد ومن أعضاء مجلس إدارته.. ولم يتوقف عند هذا الحد بل يكافئ من يشتمه ويطعن بنزاهته واستقلاليته ويقلل من شأنه، وهذا ما حدث بالنسبة لعضو الاتحاد سلمان القريني الذي تمت ترقيته إلى عضوية المكتب التنفيذي بعد أن وصف اتحاد الكرة بالصوري المهمش الذي تملى وتفرض عليه معظم قراراته..! نعم، الاتحاد هو من يجبر الآخرين على وصفه بالضعيف والفوضوي، حينما يسمح لمدرب المنتخب بالعمل هناك في بلده هولندا وعدم الوجود هنا لمتابعة الدوري والمسابقات الأخرى بنفسه وليس بواسطة مساعديه، وهذا ما جعل التشكيلة الأخيرة تظهر بهذا الشكل الغريب المريب المستفز، ومثله قراره تحويل احتجاج نادي الاتحاد إلى رابطة دوري المحترفين، وكذلك عقوبات الانضباط المضحكة المتناقضة.. وكما تلاحظون حدث هذا في الأسبوع الأخير فقط؛ ما يعني أنه مستمر وسيستمر في تخبطاته وسوء إدارته.. حسين إلى أين؟! كثيرون - وأنا أحدهم - معجبون بالأداء الفني لحسين عبدالغني ومحافظته على لياقته وحماسه وقتاليته، كما أن هناك شبه إجماع على أن له دورًا كبيرًا ومؤثرًا في تحقيق النصر البطولات الثلاث الأخيرة، لكن في المقابل لا نستطيع أن نفهم سبب إصراره على إفساد هذه السمات الجميلة وتشويهها بتصرفات لا تليق بعمره وخبرته وبكونه قائدًا وقدوة للاعبين الصاعدين، سواء في النصر أو في الفرق الأخرى.. المشكلة أن مواقف حسين باتت في الآونة الأخيرة تتزايد، وتظهر بوضوح، وبشكل لا يمكن تبريره والتغاضي عنه؛ الأمر الذي لم يسئ له وحده وإنما أحرج وأزعج جماهيره، كما انعكس سلبًا على مستواه وعلى أداء ونتائج فريقه النصر؛ ما جعل محبيه غير متحمسين للوقوف معه والدفاع عنه كما في الموسمين الأخيرين.. شخصيًّا لا أريد للكابتن حسين ولغيره من اللاعبين المخضرمين إلا كل خير. ولأنه على أبواب الاعتزال، ويهمه أن تكون نهاية مسيرته الكروية سعيدة له ومنصفة لتاريخه، فعليه أن يصارح نفسه، ويعترف بأخطائه، ويبدأ من الآن وقبل فوات الأوان بالتوقف عن أي تجاوز أو تهور، سيكون علاجه في قادم الأيام صعبًا، وتبريره مستحيلاً. أما أنصاره والمتعاطفون معه فمن الواجب عليهم أن يصدقوا معه القول، ويكونوا عونًا له بنصحه وعدم التغطية والتستر على تجاوزاته.