نجحت المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء (1158) عملية زراعة أعضاء خلال العام الماضي 2015م، محققة نجاحات كبيرة في معدلات الزراعة وتميزاً نوعياً في مختلف التخصصات التي شملت زراعات القلب، والرئة، والكبد، والعظام، والكلى والبنكرياس، ونخاع العظم والخلايا الجذعية. وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن العام الماضي شهد تصاعداً في معدلات زراعة الأعضاء كاستمرار للقفزات النوعية والكمية التي يحققها المستشفى في هذا النوع من العمليات المعقدة والدقيقة خلال السنوات الماضية وكسر بذلك الرقم المسجَّل للمستشفى في العام 2014م البالغ (1008) زراعة بزيادة قدرها 15% عبر ستة برامج في "تخصصي الرياض" وبرنامجين في "تخصصي جدة". وقال الدكتور القصبي: "يلحظ الفاحص لهذا الجهد الكبير الذي تبذله الطواقم المتخصصة في برامج زراعة الأعضاء أن المعدل السنوي للزراعة قد تضاعف - ولله الحمد- خلال العشرة أعوام الماضية بنسبة (179%) بالمقارنة بين حصيلة العام 2015م مع عام 2005م التي بلغت حينها 415 زراعة، مشيراً إلى أن المجموع التراكمي لأعداد الزراعات للفترة الزمنية (من 2005 إلى 2015) وصل إلى (7360) عملية زراعة عضو بنهاية العام الماضي". وأكد أن نتائج هذه العمليات مماثلة لنتائج المراكز الطبية العالمية، مضيفاً أن إجراء هذا الكم الكبير من عمليات زراعة الأعضاء للمرضى السعوديين ساهم في توفير مبالغ طائلة للاقتصاد الوطني في مقابل لو تم إجراؤها في الخارج، منوهاً بالدعم اللا محدود الذي توليه الدولة لقطاع الرعاية الصحية في هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله. ولفت الدكتور القصبي إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها برامج زراعة الأعضاء في "مؤسسة التخصصي" ممثلة في المستشفى التخصصي بالرياض وفرعه بجدة خلال العام الماضي حيث تمكن برنامجي زراعة الكلى في المستشفى الرئيسي بالرياض وفرعه بجدة من إجراء 369 عملية زراعة كلية، من بينها 187 زراعة في "تخصصي جدة" الذي استطاع رفع حصيلته من الزراعات بنسبة 42% عن العام السابق مسجلاً أعلى رقم في تاريخ زراعة الكلى في المملكة، يليه "تخصصي الرياض" بإجراء 182 زراعة كلية وهو الذي نجح كذلك في إجراء 7 عمليات زراعة بنكرياس. وأشار إلى إجراء "مؤسسة التخصصي" 375 زراعة نخاع عظم وخلايا جذعية للأطفال والكبار من بينها 323 زراعة تم إجراؤها في "تخصصي الرياض"، و 52 زراعة في "تخصصي جدة" لافتاً إلى امتلاك مستشفى الملك فيصل التخصصي بنكاً متخصصاً لحفظ دم الحبل السري والخلايا الجذعية يتجاوز مخزونه حالياً 5 آلاف وحدة، وهو ما فتح باب الأمل واسعاً للحالات التي لا يتوفر لها متبرع مطابق من أفراد الأسرة. وأضاف الدكتور القصبي أن برنامج زراعة القلب بالمستشفى تمكن من إجراء 30 زراعة خلال العام الماضي 2015م بزيادة مقدارها 15% عن العام السابق، مؤكداً أنه برنامج زراعة القلب النشط الوحيد في المملكة حالياً. وبيّن أن المستشفى ينفرد ببرنامج متميز في زراعة الرئة يعد البرنامج الوحيد في المنطقة وهو الذي تمكن خلال العام الماضي 2015م من مضاعفة عدد الزراعات بإجرائه 20 زراعة رئة. وأضاف أن برنامج زراعة الكبد نجح في إجراء 124 زراعة خلال العام الماضي 2015م، من بينها 43 زراعة للأطفال دون 17 عاماً وهو ما يعتبر من أعلى المعدلات على مستوى المراكز الطبية العالمية في أوروبا وأمريكا، كما يطبق البرنامج أساليب جراحية متطورة في تقنيات الزراعة. وفي برنامج زراعة العظام أوضح الدكتور القصبي أن المستشفى استطاع إجراء 233 زراعة خلال العام الماضي بزيادة بلغت 31% عن العام السابق، حيث يمتلك المستشفى التخصصي بنكاً متخصصاً لحفظ العظام يعد الوحيد من نوعه في المنطقة. وشدد الدكتور القصبي على الدور الكبير الذي يضطلع به المستشفى في سبيل مجابهة الأعداد المتزايدة من مرضى الفشل العضوي وسعيه المستمر في مواكبة التطور العالمي في هذا المجال والتوسع في برامج زراعة الأعضاء، حيث تمتلك المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث خبرة عريقة في مجال زراعة الأعضاء تمتد إلى 35 عاماً. زراعة القلب في "التخصصي" تفوق عالمي وحقق برنامج زراعة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض نتائج مميزة خلال العام الماضي من ناحية عدد الزراعات وسجل حضوره في مقدمة مراكز عالمية ذات خبرة عريقة في زراعة القلب كمستشفى (مايو كلينك)، ومستشفى (جون هوبكنز) الأمريكيين. وتمكن برنامج زراعة القلب في المستشفى التخصصي خلال العام الماضي من زراعة قلب لخمسة أطفال تحت سن 14 عاماً والتي تعرف بصعوبتها مقارنة بالزراعة للبالغين، أصغرها حالة لطفل عمره 11 عاماً. وتراوحت حالات هؤلاء الأطفال بين اعتلال عضلة القلب، وضعف عضلة القلب الناتج عن الخضوع سابقاً لعدة عمليات جراحية لإصلاح العيوب الخلقية للقلب، إلى جانب حالات روماتيزم القلب. وبلغ المجموع التراكمي لعدد عمليات زراعة القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض 239 زراعة منذ تأسيس البرنامج عام 1989م، فيما شهدت السنوات العشر الماضية ذروة عطاء البرنامج بإجرائه 181 زراعة وهو ما يمثل نحو 75% من المجموع الكلي للزراعات. وتمكن البرنامج من رفع نسبة نجاح العمليات في السنة الأولى من الزراعة إلى 89%، وهي نسبة تتجاوز متوسط نتائج نحو 250 مركز قلب من 45 دولة، والتي تشمل مراكز القلب المتقدمة على مستوى أمريكا الشمالية وبعض المراكز الأوروبية المرموقة المنضوية في الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة. زراعة كبد الأطفال في الصدارة عالمياً وتمكن برنامج زراعة الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من إجراء 124 عملية زراعة كبد خلال العام الماضي 2015م بنسبة نجاح بلغت نحو 94%، من بينها 81 زراعة للكبار و 43 زراعة للأطفال ليأتي ضمن أعلى المراكز العالمية في أعداد زراعة الكبد لدى الأطفال سنوياً. واشتملت عمليات زراعة الكبد على 22 عملية زراعة من متبرعين متوفين دماغياً، و 102 عملية زراعة من متبرعين أحياء، واستمر البرنامج في تطبيق أسلوب جراحي متطور تبناه منذ عام 2011م يتم فيه الاستفادة من كبد المتبرع المتوفى دماغياً وفصله إلى جزئين ومن ثم زراعته لمريضين مختلفين، ونجح المستشفى في هذا التطبيق الجراحي الدقيق وتمكن من تسجيل نسب نجاح عالية كأول مركز طبي في المملكة يطبق هذا الإجراء النادر. ويقوم برنامج زراعة الكبد الذي أنشئ في المستشفى التخصصي عام 2001م بإجراء الزراعة لمختلف الفئات العمرية ابتداءً من الأطفال الرضع في الشهر الأول من العمر، حيث بلغ المجموع الكلي للعمليات 840 زراعة كبد حتى نهاية عام 2015م ، من بينها 323 زراعة من متبرعين متوفين دماغياً، و517 من متبرعين أحياء. ويهتم برنامج زراعة الكبد في المستشفى التخصصي بتطوير إمكانياته الجراحية والطبية لخدمة المرضى تماشياً مع التطور الطبي المستمر، ومن أحدثها استخدام تقنية المناظير لاستئصال جزء من كبد متبرع حي بالغ من خلال فتحات صغيرة في أعلى منطقة البطن، وإخراج الجزء المستأصل عبر شق جراحي صغير أسفل منطقة البطن، ومن ثم زراعته للطفل الذي يعاني من فشل كبدي، وقد استفاد من هذه التقنية 56 حالة حتى نهاية العام الماضي. زراعة الرئة في "التخصصي" الوحيد في المنطقة وأجرى برنامج زراعة الرئة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض 20 عملية زراعة رئة خلال العام الماضي 2015م، مضاعفاً حصيلته السنوية مقارنة مع العام السابق 2014م والبالغة 10 زراعات، مسجلاً تميزاً في نوعية عمليات الزراعة بعد أن أجرى حالات معقدة وفق أساليب جراحية متطورة كزراعة فصين رئويين بديلاً عن رئتين كاملتين لبعض الحالات، ويعد برنامج زراعة الرئة الوحيد من نوعه في المنطقة. وتمثلت الزراعات في 19عملية زراعة مزدوجة لرئتين، وعملية واحدة لزراعة رئة واحدة، وذلك لمرضى تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 65 عاماً. ومنذ انطلاق البرنامج عام 2003م بلغ المجموع التراكمي للمرضى المستفيدين من الزراعة 90 مريضاً، في حين شهدت السنوات الخمس الماضية ذروة نتائج البرنامج بإجرائه 73 حالة، وهو ما يمثل أكثر من 80% من المجموع الكلي للزراعات. أكثر من 5 آلاف زراعة خلايا جذعية في "التخصصي" وكسر برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض حاجز الخمسة آلاف زراعة بإجرائه 5020 حالة منذ بدء المستشفى في إجراء هذا النوع من الزراعة عام 1984م، من بينها 323 زراعة خلال العام الماضي 2015م، والتي اشتملت على 176 زراعة للكبار و147 للأطفال. ويتميز المستشفى التخصصي بتطبيق أساليب متعددة ومتطورة لتوفير الخلايا الجذعية المناسبة للمرضى، من أبرزها امتلاكه بنكاً وطنياً لتخزين دم الحبل السري والخلايا الجذعية الذي تجاوز مخزونه 5 آلاف وحدة منذ إنشائه في العام 2006م وحتى نهاية العام 2015م، وهو ما ساهم في إجراء الزراعة لحالات لم يتوفر لها متبرع متطابق من أفراد الأسرة، حيث أثبتت الزراعة من وحدات البنك كفاءتها لدى الأطفال بشكل خاص. ويشتمل البرنامج على سجل وطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية من غير الأقارب، وهو ما يفتح باب أمل العلاج واسعاً لمزيد من المرضى نظراً لما يشهده السجل من اهتمام الكثير من المواطنين في الإنضمام لسجل التبرع. وتعتبر عمليات زراعة الخلايا الجذعية العلاج الأفضل، وفي كثير من الأحيان العلاج الشافي الوحيد، بإذن الله، لبعض الأمراض المستعصية التي كان ميؤوساً من شفائها، مثل اللوكيميا بأنواعها (سرطان الدم)، وفقر الدم اللانسيجي، والأورام اللمفاوية، وسرطان نقي العظام المتعدد، وأمراض نقص المناعة الوراثية، واضطرابات التمثيل الغذائي، وفقر الدم المنجلي. تفوق كمي ونوعي في زراعة الكلى ويمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض برنامجاً عريقاً في زراعة الكلى يمتد إلى العام 1981م وبلغ مجموع الزراعات منذ تأسيس البرنامج حتى نهاية العام الماضي 2703 زراعة للأطفال والكبار، حيث أجرى البرنامج 182 زراعة كلى خلال العام الماضي 2015م وهو الرقم الأعلى الذي يحققه البرنامج، من بينها 32 زراعة من متبرعين متوفين دماغياً و150 زراعة من متبرعين أحياء، وتشمل 39 زراعة للأطفال تحت 17 عاماً وحتى العامين وهو ماجعل المستشفى من أعلى المراكز الطبية العالمية في أعداد الزراعة لهذه الفئة العمرية. كما أجرى البرنامج إلى جانب ذلك 7 زراعات للبنكرياس لمرضى خضعوا مسبقاً لزراعة كلى. وفي الإطار ذاته حقق فرع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بمدينة جدة إنجازاً غير مسبوق بزراعة 187 كلية لعام 2015م، ويعتبر هذا الرقم هو أعلى رقم وصلت إليه زراعة الكلى في المملكة، من بينها 159 زراعة من متبرعين أحياء، و 28 زراعة من متبرعين متوفين دماغياً. وكان من بين حالات الزراعة تلك 10 حالات كلى زرعت للأطفال. "التخصصي" يتخطى حاجز 500 عملية زراعة عظام وتمكن برنامج زراعة العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من إجراء 233 عملية زراعة خلال العام الماضي 2015م، بزيادة مقدارها 30% مقارنة بالعام السابق 2014م، وبذلك يصل المجموع التراكمي لحالات زراعة العظام في المستشفى إلى 534 عملية منذ تأسيس البرنامج عام 2010م. ويمتلك المستشفى بنكاً للعظام يعد الوحيد من نوعه على مستوى المنطقة، وقد تمكن خلال العام الماضي 2015م من الحصول على عظام 17 متبرعاً، ووصل مخزون البنك إلى نحو 900 وحدة عظمية تشمل أحجام متنوعة من العظام والأوتار المستأصلة من 76 متبرعاً متوفى دماغياً خلال السنوات الماضية. وحقق مستشفى الملك فيصل التخصصي حد الاكتفاء الذاتي بفضل توافر البنك ولم يعد بحاجة إلى استيراد العظام الطبيعية أو الصناعية المكلفة من الخارج، بل أصبح البنك يقوم بتوفير الوحدات العظمية لعدد من المستشفيات المحلية بعد أن تم تجهيزه بالوسائل اللازمة لنقل العظام بطريقة تضمن سلامتها للمريض.