يعتبر الفن رسالة لها أثر عميق على النفس ولها مغزى في الحياة، حيث يكمن الإبداع، والتميز، والأصالة، والتفرد، وهي الوسيلة للتعبير عن الأفكار، والمشاعر، والأحاسيس، ولا شك أننا عندما نرى أي قطعة فنية، أو أي مشهد فني، أو قصيدة ما، فغالباً ما تحرك مشاعرنا المختلجة تجاه ما نتلقاه بما في وسع ذلك أنها تعطينا أكسجين للحياة، وانتعاش، فتعيد لنا الإحساس بجمال حياتنا مرة أخرى وتجددها، فالفن له دور فعال في بناء الحضارة، وهو دافع مستمراً في التطور والنمو، فهو عامل أساسي في يقظة المجتمع من الركود والانحطاط، وفي قيادة العالم فكرياً نحو توجه فني منطلق بأنامل مبدعة لها بصماتها الخاصة والحس الفني لإيصال رسالة هدفها سامي وقيم، مهما اختلفت الفنون على حسب أهمية وجودها في حياتنا، اذا اعتبرناها أداة للتعلم والتعليم, وفي زيادة نشاط الإبداع لدى الفرد، والترويح عن النفس في أوقات الفراغ. وكما يستخدم الفن منذ القدم في العصور الماضية على شكل رموز منقوشة في الصخور والأحجار للتعبير عن وجود خطر يهدد الحياة ، أو علامة يستدلون بها على طريقهم بها، ويشمل الفن جميع الفنون البصرية؛ فالرسالة التي يحملها الفن أقوى رسالة مفهومة لدى الشعوب ولوضوح تفسيراتها، ولكل شعب فنه الخاص، وله صبغه تختلف عن ما حوله، فهي اللغة العالمية التي يستطيع جميع البشر ترجمة معانيها، ورموزها، وفك شفراتها، وغالباً الفنون لا تخطئ أبداً إلا إذا كان هناك عارض يلغيها فيما يخالف الدين الحنيف والعادات والثقافة وإن أخطأت في إيصال الفكرة المبتكرة أصبحت شكلاً من أشكال الفنون، ومن جهة أخرى، فإن الفن ليس له عمر محدد ولا زمن معين، الكبير والصغير يعشقونه والروح تهواه بالفطرة، يمثلها الجماهير والمعجبون لما يصنعه الفنانون من أعمال إبداعية في حياتنا وأفكار واقعية، فإن انتشار الفن ومدى توسعه في الوسط الاجتماعي والفني يعكس التطور الذي نراه، والحضارة، والتقدم بما ينتجه الوطن بشكل عام، ووجود عدد كبير من الفنانين في الساحة الفنية يعتبر انجازا في تقدم الثقافة، وارتفاع المحصول الفني والإبداعي للوطن، وإن انقراض عدد الفنانين في الساحة يعتبر عائق في التطور الفني وتدني المستوى المعرفي وكل ذلك ينعكس أثره على الوطن، إن الفن هو مطلب حياتي قبل أن يكون متنفساً للوجود، فنعيش في أرض الواقع مثل ما نتخيل، ونستمتع ما تصنعه أيدينا من إبداع، ونحلم للمستقبل البعيد بما يفوق قدراتنا حتى نستعيد طاقاتنا من جديد. هاجر عبدالله الغنّام - تخصص ادارة أعمال