(من جد وجد ومن زرع حصد) فهذا المثل ربما هو الأشهر بين كل الأمثلة المتداولة بين الناس، فالجميع يحفظه من المدارس والمعاهد والجامعات ويتم ترديده في الاحتفالات والمناسبات الثقافية والاجتماعية وحتى العلمية، ولكن مع الأسف نجد الكثير لا يطبقه في حياته العملية وعلى أرض الواقع سواء في التخطيط لصناعة مستقبله أو مستقبل أبنائه أو بناته، وبالفعل ان من يزرع يحصد وتحديدا في مسألة تربية الأبناء فهم كالنباتات التي تحتاج العناية من المزارع لكي تنمو وتكبر وتثمر وتعطي أكلها والعكس بالعكس ان أهملت فيكون الحصاد مرا ومحزنا.. وحقيقة إن تربية الأبناء وتوجيههم والعناية بهم ليست بالمهمة السهلة ابدا فهي عملية صعبة والنجاح فيها يكون رائعًا ومفرحا لكل أب وأم، وكيفما يربي الوالدان الأبناء يحصدون وفي كل المجالات بما فيها الشأن والمجال الرياضي وتشجيع الاندية المحلية الذي تعاظم في الآونة الأخيرة الذي قد يكون له تأثير سلبي في مسيرة الأبناء خاصة عندما نجد أبا متعصبا في طريقة تشجيع فريقه المفضل فيقلده الأبناء في ذلك، ولعل الفيديو المنتشر حاليا في وسائل التواصل الحديثة للمشجع الشاب الذي يبكي بحرقة على ان فريق النادي الأهلي الذي يشجعه ويحبه لم يحصل على بطولة الدوري السعودي منذ فترة طويلة تجاوزت 30 عاما، وأن أباه الأهلاوي أيضا قد مات وهو لم يفرح ببطولة.. هذا مؤلم جدا ان يبكي شاب في مقتبل العمر ويذرف الدموع الغزيرة من اجل (كرة قدم) وضعت وأنشأت وتم اختراعها من أجل المتعة والتسلية وقضاء وقت ممتع ليس إلا.. بصرف النظر عن الربح أوالخسارة فهي واردة في هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الأخرى المسلية وبكاء هذا الشاب ينبهنا الى أي حد وصل بنا الأمر؟!.