* * يلتقي الجمعة المقبل فريقا الهلال والأهلي في ثالث مواجهة حاسمة لهما خلال الموسم الماضي والحالي.. حيث كسب الأهلي نهائي كأس ولي العهد الموسم الماضي وأطاح بالهلال على أرضه وبين جماهيره في مباراة اعتبر الكثيرون أن الهلال هو من هزم نفسه خلالها حين فرط في ترجمة تفوقه واستثمار الفرص التي سنحت له فيها ضربة جزاء حاسمة ليطير الأهلاويون بالكأس من أمام أنظار الهلاليين.. ثم تكرر المشهد بحذافيره في المباراة الحاسمة التي جمعتهما في الدور الأول للدوري ليخسر الهلال وهو الأفضل ويهدر ضربة جزاء ويمنح الصدارة للأهلي حتى استعادها منه بعد فشل الأهلي في الفوز على التعاون تاركاً الصدارة للهلال مرة أخرى.. وبالمناسبة قد يعيد التعاون الصدارة للأهلي مجدداً إذا ما نجح في إيقاف الهلال في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء أمس في بريدة (أكتب قبل المباراة بيوم).. لتعود المنافسة الهلالية الأهلاوية مرة جديدة الجمعة المقبل على نهائي كأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي. * * المباراة لا تحتمل من وجهة نظري أي تحليل فني.. فالهلال خلال المواجهتين الماضيتين كان الأفضل من منافسه في المباراة طوال وقائعها؛ سواء النهائي أو الدوري.. لكنه خرج خاسراً لفارق تعامل لاعبي الفريقين معها.. فالهلاليون لعبوا المباراة دون شعور بأنها حاسمة ونهائية تتطلب اللعب الحذر والحرص والتحرك الواعي داخل الملعب وتعطيل هجمات الخصم وإيقاف مفاتيح لعبه وعدم إعطاء الحرية في اللعب والتعامل مع اللقاء كمباراة كؤوس تتطلب مواصفات خاصة وتعاملا خاصا.. فلا يمكن أن تلعب مباراة بهذه القيمة بنفس الطريقة والعقلية التي تلعب بها أي مباراة أخرى في الدوري.. ولذلك خسر مرتين وارتكب لاعبوه خلالها بعض الأخطاء (البليدة) التي لا يمكن أن تصدر من لاعب يؤدي تمريناً أو مناورة.. فما بالك بنهائي ولقاء حاسم. إذاً المباراة هي بين قدرة الفريقين على تقدير أهميتها والحرص على الفوز بها عبر الذكاء الكروي واللعب الناضج فنياً وتكتيكياً والإحساس بأن الخطأ في النهائي لا يغتفر، وكذلك هو في المباريات الهامة والتي للأسف بعض اللاعبين في الهلال وغيره لا يعرفون الفرق بين مباراة مصيرية وأخرى عادية.. فكما هو معلوم هناك مباريات تحتاج للقتال واللعب والرجوع والحذر واللعب وفق حسابات معينة؛ سواء في التحرك الهجومي أو التمرير والتقدم وتغطية المناطق.. وبين أخرى تحتاج للعب الفني والتفوق في الأداء على الخصم (كاللعب أمام الفرق الصغيرة) والتي تتفوق عليها بالاستحواذ والسيطرة على الكرة والأداء المهاري الفني.. ولذلك فالنهائي سيحدد مدى استفادة الهلاليين ومدربهم من الخسارتين الماضيتين والخسارة من الاتحاد في مباراة من نفس النوع قبل خلالها الهلال أهدافاً ساذجة لا ترتقي لقيمة المباراة وأهميتها والاستعداد لها.. وكذلك ما حدث أمام الأهلي الإماراتي من أخطاء أكدت أن الهلاليين (لاعبين ومدرب) لا يفرقون بين لعب مباراة مصيرية حاسمة وبين أخرى أمام فريق (أرطاوي الرقاص!!) فأي العقليتين سيظهر بها الهلاليون يوم الجمعة المقبل! لمسات * * المتنافسان الهلال والأهلي خاضا بالأمس مواجهتين صعبتين أمام التعاون والنصر.. شخصياً أتوقع أن يكون الهلال قد تجاوز التعاون فيما تعثر الأهلي أمام النصر.. هو توقع وإحساس شخص قد يكون حدث مساء الأمس! * * * * * حين احتج الهلاليون على أخطاء حكام المهنا ملأ الإعلام والفضاء تبريراً وتهديداً وتقليلاً من تأثير هذه التصرفات في حين نجده يذعن أمام اعتراضات الأهلاويين والنصراويين ويلوذ بالصمت والقبول بها.. وهذا أحد أسباب بقائه في منصبه حتى الآن! * * * * * لمصلحة الهلال يجب أن يبتعد الهلاليون إعلاماً وجماهير عن مناقشة شؤون فريقهم وتشريح أداء وانتقاد مدربه لأن هذا ما يريده الخصوم لفريق يتصدر الدوري.. فمثل هذه الأمور (ما يتم الحديث عنه) معلوم تماماً لإدارة النادي والمعنيين فيه وهم قادرون على تلافي كل السلبيات والمطلوب دعم الفريق وتعزيز الثقة في مدربه ولاعبيه حتى يحقق الآمال ويسعد الجميع. * * * * * مسؤول رياضي كبير استغرب وبشدة حديث البعض عن أسباب إخفاق بعض الفرق واللاعبين وأن مرده إلى تأخر مرتبات اللاعبين وعدم صرف بعض المكافآت لهم.. فيقول كيف للاعب مرتبه 400 إلى 600 ألف ريال ويقال إنه تأثر لتأخرها.. في حين لو استلم راتباً واحداً لكفاه لمدة عام.. كما أن المكافآت هنا لا مكان لها للاعب يستلم 7 إلى 9 ملايين ريال، ومع ذلك يرصد له مكافأة لتحقيق البطولة.. إذا لماذا يعطى هذه المبالغ السنوية طالما أنه سيكافأ إذا حقق اللقب.. فعلاً تناقض غريب وعجيب وخلط بين الهواية والاحتراف!