بداية أود شكر الأستاذ خالد المالك الذي خصص مقالة أنصف فيها الأستاذة القديرة كوثر الأربش ووضع فيها عبارات تؤكد أهمية الانتماء إلى الوطن من جهل وحماقة وعبث، تركيبة اجتمعت في رؤوس دعاة الضلالة فيتحركون بفكرهم ودمارهم وضلالتهم لا يدرون إلى أين؟ وإلى أي هاوية يسوقون كل من آمن بفكرهم؟ إلى نار قد تلتهم ذويهم الأقربين قبل الجميع لو أن لهم عقلا يفكرون به أو قلبا يرحمون به. ترددت مع صدى التفجيرات المتكرر في مساجدنا أصوات المطالبات المتكررة بوضع قوانين تجرم بشكل واضح وقاطع الطائفية بكل أشكالها، تلك الطائفية التي أحرقت الأخضر واليابس في الدول من حولنا والدور على بلدنا في ظل مثل هؤلاء الرعاع. نعم، الحمد لله على نعمة الأمن في بلدنا لكن ينبغي توخي الحذر ووأد الفتنة في مهدها، فلن ننتظر حتى يتحول حالنا إلى الدمار حتى نأخذ على أيدي هؤلاء المخربين. إن ما حدث الليلة بمسجد «المشهد» بنجران يعيد إلى الأذهان مقترح القانون الذي رفض في مجلس الشورى بشأن تجريم الطائفية، فلابد من إعادة طرحه من جديد وبقوة وبدعم من القيادة، ولابد من وضع آلية قضاء عاجلة تصدر عنها أحكام ناجزة في أقرب وقت من أي حادثة ليكون المحرضون عبرة لمن يعتبر، فيما لا تزال الحادثة عالقة في الأذهان لا أن تأتي الأحكام بعد أعوام فتكون بشاعة الحادثة قد خفت في الأذهان فلا يكون للأحكام تأثيرها الرادع في النفوس. إن ما أكتبه ليس غضبة أو تأثرا بما حدث بقدر ما هو خوف مما يأتي إن لم تتم معالجة هذا الأمر من جذوره، ووضع حلول أمنية أكثر كفاءة وفاعلية حتى لا يكون أمن وطننا ككل في أيدي هؤلاء يعبثون به وقتما شاؤوا. وكما أن الإرهاب يطور نفسه سريعا ينبغي أن نلاحقه بنفس السرعة، فذلك الفضاء الإلكتروني الملبد بالتغريدات والمنشورات المحرضة لابد من متابعة أصحابها وتحديد منابع هذا الفكر الدموي المحرك لأصحابها وتجفيفة. ما يضرنا أن نعيش عباداً لله إخواناً لا يؤذي بعضنا بعضاً بقول أو بفعل؟! ما يضرنا ونحن في عصر تناست فيه أمم عرقها وألوانها وانسجمت مجتمعاتها برغم التباين الشديد في الفكر والمعتقد، فأصبحوا يملكون دفة العالم وما زلنا يقتل بعضنا بعضًا وقد آمنا برب واحد ونبي واحد؟! استقيموا يادعاة الفتنه والضلال وارجعوا لرشدكم لتصبحوا على وطن واحد قوته في تكاتفة وتعايشه ووقوفه خلف قيادته، فإن دولًا غيركم آثرت طائفيتها فأصبحت بغير وطن ولا مأوى. وأصبح من رفض العيش إلى جوار أخيه يتسول وطناً يعيش فيه آمناً.