تمكنت قوات الأسد أمس الجمعة بغطاء جوي روسي من السيطرة على بلدة إستراتيجية في محافظة درعا في جنوب البلاد، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «استعادت قوات الأسد والمسلحون الموالون لها بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني والطيران الروسي السيطرة بالكامل على بلدة عتمان الواقعة على بعد كيلومترين شمال مدينة درعا». وتسيطر الفصائل المعارضة والإسلامية على عتمان منذ العام 2013. وبحسب عبد الرحمن، فإن الفصائل كانت «تقصف أحياء سيطرة قوات النظام في درعا انطلاقاً من البلدة». وللبلدة موقع إستراتيجي، إذ تقع عند بوابة درعا من الجهة الشمالية، وعلى طريق يربط دمشق بدرعا (طريق دمشق درعا القديم)، كما لها منافذ عدة إلى مدينة درعا. وبحسب المرصد، شنت الطائرات الحربية الروسية خلال 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين أكثر من ثمانين ضربة جوية، مشيراً إلى مقتل عشرة مقاتلين من الفصائل على الأقل. ويأتي تقدم قوات النظام في درعا بعد سيطرتها قبل أقل من أسبوعين على بلدة الشيخ مسكين الإستراتيجية شمال عتمان والقريبة من الحدود الأردنية. كما سيطرت نهاية العام الماضي على مقر اللواء 82 القريب من الشيخ مسكين. وتعمل قوات النظام وفق عبد الرحمن، على «تقوية مواقعها شمال مدينة درعا، حيث لم يبق أمامها إلا السيطرة على قريتي داعل وأبطع الواقعتين بين الشيخ مسكين وعتمان». وتسيطر الفصائل الإسلامية والمقاتلة على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على جزء من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيس. وتُعد محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في آذار - مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تطورت لاحقاً إلى نزاع دامٍ متشعب الأطراف، تسبب بمقتل أكثر من 260 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.