الشهر المُقبل نكمل (عاماً كاملاً) على إعلان موقع (يوتيوب) نيّته إطلاق (يوتيوب أطفال) دون أنّ نراه في العالم العربي (واقعاً مُشاهداً)! فمازال أطفالنا يتعرضون سنوياً (لمئات الآلاف) من المقاطع (غير المناسبة) لأعمارهم! لا أحد يهتم (بأطفالنا العرب)، أو يكترث لحمايتهم من تلك المقاطع التي يعرضها موقع الفيديوهات، وهو يكمل عامه (الحادي عشر) بعد نحو 14 يوماً تقريباً، حيث عرف العالم الموقع الشهير في منتصف فبراير من عام 2005م، فرغم أنّ هناك محاولات خجولة من شركات ومنظمات عالمية لحماية الأطفال من خطر المشاهدة غير المُنضبطة، إلا أنه للأسف (لا نسخ عربية) مُطبقة حتى الآن، مما يطرح سؤالاً مهماً حول دور المؤسسات العربية المُهتمة بالأطفال؟! نحن في السعودية معنيون مباشرة بهذا الأمر (أكثر من غيرنا)، لأننا وبحسب إحصاءات (غوغل) نعد أعلى شعوب العالم مشاهدة (لليوتيوب)، حيث تُسجل يومياً (90 مليون مشاهدة) في السعودية وحدها، ليس هذا فحسب؟ وبزيادة سنوية تتجاوز (80%) من العام الذي سبقه، وبكل تأكيد فإن الفئة العمرية الصغيرة دون ال(11 عاماً) تحتل نسبة عالية جداً من هذه المشاهدات (دون رقابة) أو ترشيد، نظراً لأن الأغلبية منهم يملكون (هواتف ذكية) يسهل معها دخول التطبيق، ورغم ذلك (لا أعلم) أن مؤسسة إعلامية أو تربوية سعودية طالبت (إدارة الموقع) بحماية أطفالنا! الفضائيات بدأت مُبكراً في تحذير المُشاهدين بتصنيف المواد المعروضة، تحت التقييم (G) الذي يعني أن المُشاهدة آمنة، أو التقييم (PG) الذي يعني ضرورة المُشاهدة تحت إشراف الآباء، وكذلك تقييم (R) الذي يدل على احتواء المادة على مشاهد (عنف) أو لقطات (حرجة) لا يجب أن يُشاهدها الأطفال، إضافة لاعتماد بعض القنوات على اللون (الأخضر) للمشاهدة المسموحة، أو اللون (البرتقالي) الذي يعني ضرورة الإشراف، أو اللون (الأحمر) الذي يدل على عدم مناسبة المُشاهدة مُطلاقاً (لغير البالغين)، وهي التحذيرات الغائبة على المواد المعروضة على (يوتيوب) الذي يعد أسهل، وأكثر انتشاراً، وقدرة على التركيز والإعادة! مسؤولية الآباء (تكبر) يوماً بعد آخر تجاه (المشاهد) الضارة دينياً، ووطنياً، وأخلاقياً، فهل نحن في الموعد؟! وعلى دروب الخير نلتقي.