الوحدة سبب هزايمها ونكساتها وخيباتها وإخفاقاتها وعدم حصولها على أي بطولة منذ أكثر من 51 سنة يكمن في أن الجماهير الوحداوية تخلت عنها تماما فأحجمت عن حضور التدريبات والفعاليات التي تقام في النادي فأحبط الكل لاعبين وأجهزة إدارية وفنية فخفت الحماس وتحولت التمارين إلى روتين يومي ممل، فالمدرجات أصبحت خاوية بلا جماهير، وهذا أثّر على الأداء العام مما يسبب عدم الاستعداد النفسي لدى اللاعب الوحداوي لتنفيذ تعليمات المدرب الفنية أو تطبيق خططه وانعكس هذا سلبيا على أداء الفريق البدني والمهاري أثناء المباريات، ومن الطبيعي أن تفتقد الروح والتطلع لتحقيق الانتصارات وأصبح الفريق المكي محبطا يتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى حتى من فرق أقل في المستوى الفني والمهاري! ثم إن الجماهير الوحداوية أيضا لا تحضر للتشجع حتى في المباريات التي تقام في مكةالمكرمة وهذا (زاد الطين بلة) وأصبحت ثمة قناعة لدى لاعبي الوحدة أن الجماهير تخلت عنهم خاصة أن الجماهير هي التي تملك كلمة السر لشحذ همم اللاعبين وجعلهم يرتقون بمستواهم إلى أفضل الدرجات. وهذا مع الأسف لا يحصل عليه الفريق الوحداوي مقارنة بفرق محلية كالهلال والاتحاد والأهلي والنصر من حيث الدعم والتشجيع الجماهيري الكبير وحتى على مستوى الأندية المحلية الأخرى مثل التعاون في القصيم أو الفتح في الأحساء أو الفيصلي في حرمة الأقل إمكانيات، فجماهير هذه الأندية التي تحضر التدريبات ربما أكثر عدداً من جماهير الوحدة التي تذهب إلى أستاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع لمشاهدة مباريات الوحدة تحديدا وما أسباب تقدم هذه الأندية في الترتيب في سلم الدوري على الفريق المكي مقارنة بالفروق الفنية وحتى المادية إلا نتيجة وقوف جماهيرها خلف أنديتها وتشجيعها بحماس متقطع النظير! فالدعم الجماهيري شيء أساسي في وصول فرق كرة القدم إلى المنصات وتحقيق البطولات ولعل في وقفة جماهير ليفربول الإنجليزي خلف فريقها جعله يحقق عدة بطولات محلية حيث يحل ثانيا بعد فريق مانشستر يونايتد والأول أوروبيا ب11 بطولة أكثر من أي فريق إنجليزي آخر وكثيراً ما كان الفريق يقلب نتائج المباريات إلى فوز ساحق على خصومه خاصة على ملعبه عند جماهيره وبصوت واحد تنشد (لن تسير وحيداً أبداً) هذا يحفز اللاعبين فيتحدون مع الجماهير ويتفاعلون على أرض الملعب ويبدعون ويحققون الفوز على أي فريق مهما كانت قوته ! ومن هنا فعودة الوحدة .. ك(وحدة ما يغلبها غلاب) مرهون بعودة الجماهير ودعمها معنويا والمؤازرة والتشجيع في الملعب ومن خلال منبر صحيفة الجزيرة أوجه نداء إلى رئيس الرابطة وكبير المشجعين عاطي الموركي الذي سوف ألتقيه قريباً إن شاء الله في مكةالمكرمة ونطلق مع جماهير الوحدة صيحة (النهوض من القاع) كما فعل الألمان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سأتوجه مع عاطي وجماهير الوحدة إلى أستاد الملك (عبدالعزيز) في مكة ونطلق هذه الصيحة الخاصة (معاً يا وحدة للنهوض من القاع) وبحول الله وقدرته وتوفيقه ستعود الوحدة قريبا إلى منصات التتويج وتحقق البطولات الواحدة تلو الأخرى كما فعلت أول مرة في العام 1377 هجرية كأول فريق سعودي محلي يحقق بطولة كأس الملك.