أحزنني وأحزن كل من يعرف الشيخ صالح بن محمد الصمعاني، الطبيب الشعبي المعروف، خبر وفاته. هو الموت ما منه ملاذ ولا مهرب «غفر الله له ورحمه» وقد عمل في مزاولة الطب الشعبي مدة طويلة واستفاد منه كثير من الناس ويأتون إليه من كل البقاع، ويفد إليه أناس من دول الخليج، وهو عمل في أول حياته في التجارة حتى كثر المراجعون له لتلقي العلاج ففرغ نفسه لهذا العمل. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده» ومن هذا المنطلق نذر نفسه ووقته لخدمة المجتمع واستفاد منه كثير من الناس وما زالوا يذكرون ذلك في مجالسهم، وقد رأيت بنفسي رسالة موجهة إليه من سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز - رحمه الله - بطلب تقديم العلاج اللازم لأحد طلبة العلم الوافدين لهذه المملكة المباركة، فما كان منه إلا الاستجابة لطلب سماحته وقدم له العلاج اللازم. وهو معروف يعمل الخير وله مساهمة في بناء بعض المساجد وإصلاح ذات البين ومحب للناس ويعامل الكبير مثل أخيه والصغير مثل ابنه، ويحبه الناس من أول مقابلة نظراً لبشاشته واشفاقة على المرضى وتطمئنه لهم وبذل التشجيع والنصح لهم، وإذا كان الأمر يتعلق بمرض لا يستطيع أن يعالجه ينصح المريض بمراجعة المستشفى ويدلهم على المستشفى المتخصص في مرضهم، ويقدم لهم محض النصيحة، ولذا فإن الناس قد أجمعوا على محبة هذا الرجل وله اهتمام ببذل النصح لأولاده وتشجيعهم على طلب العلم حتى أصبح فيهم رجال أعمال ومسؤولون في الدولة. وأخيراً ندعو الله أن يغفر له ويجزيه الجزاء الأوفى على ما قدم لخدمة أبناء هذا الوطن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك لمحزنون {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والسلام.