أكد تقرير متخصص أنه من غير المتوقع ارتفاع أسعار النفط على المدى القصير إذا ما استقرت الأوضاع الحالية في الأسواق وقال إن إمدادات النفط العالمية وصلت إلى 97 مليون برميل يومياً أكتوبر الماضي، وأكد المركز الدبلوماسي للدراسات الإستراتيجية بالكويت في تقرير له أمس إن الأسعار لن ترتفع إلا في حال غيّرت منظمة أوبك إستراتيجيتها وخفضت مستويات الإنتاج لتتماشى مع الزيادات المستمرة من دول أخرى منتجة خارجها. وأوضح أنه بفضل الإنتاج خارج (أوبك) بلغ المخزون التجاري من النفط الخام في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستويات قياسية ليقترب من 3 مليارات برميل في أكتوبر 2015 في حين ضخت (أوبك) نحو 31.760 مليون برميل من النفط يومياً في المتوسط خلال ذلك الشهر مما يمثّل تقريباً ثلث إمدادات النفط في العالم. ولفت التقرير إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية لشهر نوفمبر التي ترجح أن تظل أسعار النفط منخفضة على مدى السنوات الخمس المقبلة بسبب وفرة المعروض وتراجع الطلب. وقال المركز: من المتوقّع عودة أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل في 2020 «مع زيادات أخرى بعد ذلك» مشيراً إلى توقعات حالية بوصول أسعار النفط إلى 20 دولاراً للبرميل مدفوعة بأكثر من عامل ضاغط على الأسعار. وبيّن أن هناك نحو 100 مليون برميل من النفط الخام موجودة على ناقلات في أعالي البحار بانتظار بيعها وفقاً لبيانات غربية ترصد حركة الشحن والسفن في لندن إضافة إلى وجود ما يصل إلى 30 مليون برميل من النفط الخام الإيراني في حاويات بانتظار دخول موانئ الشراء. واستعرض توقعات متضاربة لجهات بحثية واقتصادية كبرى بشأن أسعار النفط خلال 2016 ، حيث هناك من يتوقع مواجهة أسعار النفط لمزيد من الصعوبات خلال العام في حين هناك توقعات أخرى بوصول سعر الخام الأميركي في المتوسط إلى50 دولاراً للبرميل في 2016 و60 دولاراً في 2017 . ولفت التقرير إلى أن تأثير العوامل الجيوسياسية أصبح يتراجع أمام تأثير زيادة المعروض العالمي والأخبار الاقتصادية الضعيفة القادمة من آسيا والتي تدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض، مشيراً إلى تراجع إنتاج النفط الصخري الأميركي بعد تخفيض منصات الحفر في الولاياتالمتحدة إلى الثلث فضلاً عن تراجع الاستثمارات في القطاع النفطي ب200 مليار دولار وسط توقعات بعودة أسعار النفط إلى مستويات 80 دولاراً خلال النصف الثاني من 2016. وقال إنه مع تدني أسعار النفط قرَّرت الشركات خفض استثماراتها بعشرات المليارات من الدولارات إضافة إلى إلغاء آلاف الوظائف، مشيراً إلى إعلان العديد من الشركات الكبرى عزمها خفض قوة العمل العالمية بعد أن أدى تراجع أسعار النفط إلى تدهور نتائج شركات النفط الكبرى في الربع الثالث من 2015. وبيّن أنه رغم ذلك ما زالت الدول الرئيسية المنتجة للنفط تخطط لزيادة إنتاجها من النفط لافتاً إلى أن الكويت أعلنت أخيراً إنفاقاً رأسمالياً قدره 120مليار دولار على الطاقة في السنوات الخمس القادمة وجرى تخصيص50 مليار دولار من هذا المبلغ فعلاً لمشروع مصفاة الزور للوقود النظيف وبعض أنشطة المنبع ومشروعات البتروكيماويات. وقال التقرير إن الكويت تخطط لرفع إنتاجها النفطي عبر الاستكشافات الجديدة في الشمال وفق خطة تطوير الإنتاج، لافتاً إلى أن الإمارات تستهدف زيادة الإنتاج إلى 3.5 مليون برميل يومياً في 2017. وأشار إلى أنه وبجانب خطط زيادة الإنتاج النفطي من الدول الرئيسية المنتجة ارتفعت مستويات تخزين النفط في الولاياتالمتحدة الخام إلى أعلى مستوى في 80 عاماً وفقاً لإحصاءات وكالة الطاقة الدولية.